سميع قناطر نحو تسع عيون، وعند أسيوط لها أيضا قناطر وبعد نزولها فى شمال أسيوط تختلط مع المنهى، وهكذا إلى قناطر الرقة فما دونها إلا أنها تسمى بأسماء بحور تلك الجهات، والعادة أيضا أن يخصص على الأهالى كل سنة لسدها دبش يجلبونه من المحاجر، ويوضع بقرب كل فم ما فيه الكفاية لسده، ويكون سدها فى خمسة وعشرين من شهر بابة حيث يتم رىّ الأراضى وتستحق الزرع، وقد صدرت أوامر الخديوى فى عام أحد وتسعين بعمل قنطرة فى فمها تشتمل على تسع عشرة عينا سعة كل عين متران ونصف، وعمل هويس لمرور المراكب سعته ستة أمتار، وقد صار الشروع فى ذلك بالفعل برسم مفتش عموم الهندسة بالوجه القبلى الأمير سلامة باشا وعن قريب يتم، ولذلك ثمرات جليلة منها التسهيل على الأهالى، ورفع الإصر عنهم فى جلب الأحجار كل عام.
وفى الشمال الشرقى للبلد فم ترعة أم عليلة تفتح وتسد أيضا مع فتح وسد السوهاجية، فتروى جملة حيضان سيما حوض أولاد إسماعيل، فقد اكتسب منها طميا فاق به أرض الجزائر، وعند سد كل فرع من السوهاجية وترع أم عليلة يكثر هناك صيد السمك جدا من كبير وصغير، ويظهر على وجه الماء بكثرة فيأتيه الصيادون فيصطادون منه بالشبك والشماميط ونحوها جملة وافرة، ويستمر كذلك مدة من السنة، ويعم الغنى والفقير حتى تكون له رائحة فى نواحى البلد وداخل الحارات ويتّجر به فى البلاد، وهكذا يكثر الصيد عند سد كل ترعة فى جميع البلاد التى فوقها، والصغير منه المسمى بالصير تعمل منه الملوحة بكثرة، كما تعمل فى بلاد الصعيد الأعلى مثل فرشوط ودشنا والبلاص، وتعمل أيضا فى أخميم وجرجا وأسيوط وغيرها، وأشهرها فى ذلك بلاد فرشوط من مديرية قنا وبلاد المطاعنة من مديرية إسنا وبندر سوهاج.
وكيفية عمله أنه بعد أن ينظف من قشره ومما بباطنه من دم ومصارين -بأن يشق ويغسل غسلا جيدا-يوضع فى جرار الفخار ويصير بالملح، فيجعل