للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

راقات فى الجرة، بين كل راقين مقدار من الملح ثم تسد الجرة وتترك نصف شهر فأكثر، فينتهى طيبه ويكون طعمه مالحا، ويستطاب أكله لا سيما للبلاد التى يكثر فيها قصب السكر، ومنهم من يضعه فى الجرار من غير غسل ولا شق، بل هو فى ملوحة الصعيد الأعلى التى يقصد بها للبيع، وأقباط الصعيد تصنعه بكثرة خصوصا أقباط قرية نقادة بمديرية قنا.

وكذلك بلاد الفيوم يصطاد فيها السمك كثيرا فى جميع أيام السنة إلا فى فصل الصيف لقلة المياه حينئذ، ويعمل من صغير الملوحة عندهم أيضا.

وأكثر ما يباع بمصر من البيسارية يصطاد فى مديرية الجيزة من قناطر شبرمنت والبدرشين ونحوهما، قال دساسى: إن اسم الصير يوجد كثيرا فى كتب العرب، وفى ترجمة كتاب «دبوسكوريدس» أن كلمة «ماينوس أو مايندوس» اسم لسمك صغير تسميه أهل الشام بالصير رأسه إذا أحرق وسحق وذر على الشقاق العارضة للمقعدة أبرأها، والمرى المعمول منه إذا تمضمض به أبرأ القرح الخبيثة العفنة الى تكون فى الفم، وفى صحاح الجوهرى أن الصير هو الصحناة، وفى الحديث أن سالم بن عبد الله مر به رجل معه صير فذاق منه ثم سأل عنه: كيف تبيعه؟ وفسّر الصير فى الحديث بأنه الصحناة، وقال جرير يهجو قوما:

كانوا إذا جعلوا فى صيرهم بصلا … ثم اشتووا كنعدا من مالح جدفوا

وقال فى كلمة كنعد: هى الصّحنا بالكسر؛ يمد ويقصر: إدام يتخذ من السمك، والصحناة أخص منه، وفى الفيروزبادى: الصير بالكسر الصحناة أو شبهها والسميكات المملوحة يعمل منها الصحناة، وقال فى كلمة «صحنة» الصحناء والصحناة ويكسران: إدام يتخذ من السمك الصغار، مشه مصلح للمعدة، وتكلم ابن سينا على الصير وعلى الصحناء، وذكر القزوينى أنه سمك صغير يعرف بهذا الاسم فى الشام ويعمل منه ملوحة، التمضمض بها نافع فى