للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إزالة النتن من الفم، وفرّق المقريزى فى الكلام-على مائدة وصفها-بين الصير والصحناء وجعلهما طعامين، وتكلم ابن حوقل على قرية على شط خليج الإسكندرية تعرف بقرية الصير، يسكنها كثير من الصيادين.

فيعلم مما تقدم أن الصير سمك صغير وأن الصحناء هو هذا السمك مملحا.

وفى خطط المقريزى عند ذكر أقسام مال مصر ما نصه:

وأما المصايد فهى ما أطعم الله سبحانه من صيد البحر، وأوّل من أدخلها الديوان: ابن مدبر وصير لها ديوانا، واحتشم من ذكر المصايد، وشناعة القول فيها، فأمر أن يكتب فى الديوان خراج مضارب الأوتاد ومغارس الشباك فاستمر ذلك، وكان يندب لمباشرتها مشد وشهود وكاتب إلى عدّة جهات، مثل خليج الإسكندرية وبحيرتها وبحيرة نستروه وثغر دمياط وجنادل ثغر أسوان، وغير ذلك من البرك والبحيرات، فيخرجون عند هبوط النيل ورجوع الماء من المزارع إلى البحر، بعد ما تكون أفواه الترع قد سكّرت وأبواب القناطر سدّت، عند انتهاء زيادة النيل، كما يتراجع الماء ويتكاثف مما يلى المزارع، ثم تنصب شباك وتصرف المياه ويأتى السمك وقد اندفع مع الماء الجارى؛ فتصيده الشباك من الانحدار مع الماء، ويجتمع فيها فيخرجه إلى البر، ويوضع على أنخاخ ويوضع فى الأطمار (الأوعية) فإذا استوى بيع وقيل له الملوحة والصير، ولا يكون ذلك إلا مما كان من السمك فى قدر الأصبع فمادونه، ويسمون هذا الصنف إذا كان طريا بيساريه فيؤكل مشويه ومقلوّه، انتهى.

وفى شرح دساسى على كتاب «الإفادة والاعتبار» لعبد اللطيف البغدادى أن الأروام تستعمل اسم الصير لسمك يصاد من البحر الأسود وبحر الإسكندرية، وأن كلمة «مانيوس أو مايندوس» اسم يونانى ترجمة لكلمة «مبنولا ومندول» اسمان للسمك المستخرج من بحر الإسكندرية باللغة