الفرنساوية، ومن ذلك يظهر أن اسم الصير أطلق على أنواع كثيرة من السمك، فتارة يطلق على سمك النيل، وتارة على سمك البحر المالح.
ونقل دساسى أيضا عن العالم «جيوفرو» أن اسم الصير يطلق فى سواحل الإسكندرية والسويس على سمك يصاد من هناك، وهو المسمى بالإفرنجية «جويل» وطوله نحو عشر المتر وغالبا يكون أصغر، وهو لذيذ الطعم وكثير جدا ويهوى الأماكن التى يسهل أخذه منها، وقال إنه لم يشاهده مملحا بمصر.
ونقل عن عالم آخر أن المصريين يصنعون الملوحة من سمك صغير، يصيدونه عند انصراف ماء النيل بقرب مصبه المالح، فإنه عند نزول النيل يختلط البحر المالح بالحلو إلى مسافة فرسخ فى داخل النيل، ويظهر فى هذه المسافة وقتئذ كثير من السمك الكبير والصغير، فيسرع الصيادون لصيده ويهرعون إليه من كل جهة؛ خوفا من فوات وقته لقصر زمنه، فيحصلون منه على شئ كثير.
وقال العالم فرسغال أن «الجويل» فى مصر وجدّة لا يزيد طوله عن أصبع وغلظه بقدر غلظ الأصبع، وأهل جدة يسمونه «أبا جشجش» أو «أبا جشجوش» أو «أبا كشكول»، وتسميه الأتراك «جمشالق» وتسميه العرب لعف، وبعضهم يسميه سردين، وفى سيره فى البحر يكون طوائف وزمرا مجتمعة صفوفا، وهذا الاسم-أى لفظ الصير-وإن كان مستعملا فى اصطلاحات كثير من البلاد فى أنواع من السمك الصغير، إلا أنه اختص فى استعمال مصر بالسمك الصغير المستخرج من النيل.
وقال جيوفرو إنه نوعان، أحدهما يسمى «راى» والثانى: «بيسارية» وقد سأل دساسى فى هذا المعنى العالم «ميخاييل الصباغ» فأجابه بأنه السميكات التى ذكرها المقريزى فى مؤلفه، فليعلم سيدى الأمير أن أهل مصر حين يأخذ النيل فى النقصان يقفلون أبواب البرك التى امتلأت من الزيادة فيلقون فى البرك