وفى ضواحى السويس توجد آثار حيضان من البناء فى أواخر الأودية، تدل هيئاتها ومواقعها على أنها كانت تملؤهن الأمطار للانتفاع بها.
وعلى بعد أربع ساعات من السويس فى بر بلاد العرب عيون موسى، وممن تكلم عليها الدكدور اجوس فى سياحته قال: خرجت من السويس فى وقت الجزر فجزت إلى البر الآخر على الهجن، فوصلت إلى عيون موسى وهى خمس عشرة عينا، بعضها مردوم، وبعضها ينبع ماء يجرى على الأرض، ويجلب معه موادّ رملية يتكوّن منها، ومن الحشائش الثابتة عليها حول كل عين كثيب يسيل الماء من أعلاه، قال: وشاهدت أن مجاريها متكوّنة من موادّ مندمجة، وكلما علا الكثيب حولها زاد الضغط على جدران المجرى حتى يبطل التوازن بين دفع الماء ومتانة الجدران فينفجر المجرى من محل آخر وينسد الأول، وحرارة الماء الخارج منها تختلف من ست عشرة درجة إلى عشرين، فإذا برد كان سائغا للشرب مع بعض ملوحة، قال: وفى سنة ١٥٣٨ ميلادية زمن السلطان سليمان الثانى اجتمعت مراكب البندقانيين مع مراكب العثمانية، واتحدوا على حرب البرتغالين، وكانت التجارة قد اتبعت طريق عشم الخير، وتركت طريق مصر، فعمل البندقانيون عند عيون موسى مجاري من البناء؛ لتوصيل مائها إلى حوض عملوه على ساحل البحر الأحمر؛ لينتفع به أهل مراكبهم، وبعد العيون عن ساحل البحر نحو خمسمائة متر، وآثار المجرى والحوض باقية إلى الآن، انتهى.
وفى وصف بعض من كتب على هذه الجهة أن عند عيون موسى خمسة بساتين تسقى منها، بها النخل والرّمان وشجر الزيتون والأزهار والأثل، ويزرع هناك بعض أنواع الخضر، ويكون السقى إما بالراحة وأما بواسطة آلة، ولطيب الهواء هناك واعتداله يذهب إليها أهل السويس من المرضى وغيرهم؛ فيرون