بيده اسمه فى دفتر عندهم، مكتوب فيه اسم صلاح الدين وغيره بأيديهم، فأسرع بكتب اسمه، وكان يحب إشادة اسمه، ثم أتاه الخبر وهو في السويس بأن الجزار باشا تمكن من القصبة التي يقال لها العريش، وكان نابليون قبل ذلك يريد أن يمضى بعسكره إليها، فرجع إلى مصر وجهز عساكره وسافر إلى العريش من طريق الصحراء، انتهى.
وقد ذكرنا ما حصل بعد فى الكلام على العريش، وفى حوادث سنة أربع عشرة ومائتين وألف من الجبرتى: أنه بعد نقض الصلح بين الفرنساوية والمصريين أرسل الفرنسيس عسكرا إلى مستلم السويس، فتعصب معه أهل البندر وحاربوهم، فغلبهم الفرنسيس وقتلوهم عن آخرهم، ونهبوا البندر وما فيه من البن والبهار الذى بحواصل التجار، غير ما فعلوه مع درويش باشا وكان المتصدى له مراد بيك وصحبته الفرنساوية، فأخذوا ما معه ونجا بنفسه مع أنفار، انتهى.
وقد أنشأ العزيز المرحوم محمد علي باشا بمينا السويس، أوائل جلوسه على تخت مصر، أسطولا سافرت فيه عساكره إلى الحجاز لحرب الوهابية، قال الجبرتى فى حوادث أربع وعشرين ومائتين وألف: إن محمد على باشا لما عزم على حرب الوهابية، شرع فى شهر الحجة فى إنشاء مراكب لبحر القلزم فطلب الأخشاب الصالحة لذلك، وأرسل المعينين لقطع أشجار التوت والنبق من القطر المصرى القبلى والبحرى، وجعل بساحل بولاق ترسخانة وورشات، وجمعوا الصناع والنجارين والنشارين ليهيؤوها وتحمل أخشابا على الجمال وتركبها الصناع بالسويس، ثم يقلفطونها ويبيضونها ويلقونها فى البحر، فعملوا أربع سفائن كبار إحداها تسمى الأبريق، وخلاف ذلك داوات لحمل السفار والبضائع، انتهى.
وفى ترجمة أبى السعود أفندى لجغرافية العالم برنار الفرنساوى: أنه ورد رسول السلطان فى شهر ديسمبر سنة ألف وثمانمائة وسبعة ميلادية بفرمان،