وفى الجبرتى أنه كان دخول شيخ الوهابية مصر فى الثامن عشر من المحرم سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف من باب النصر، وصحبته عبد الله بكتاش قبطان السويس، وهو راكب على هجين، وبجانبه المذكور وأمامه الدلاة، وضربت عند دخوله المدافع، وعملت زينة وشنك عجيب، ووليمة صرف فيها أموال جسيمة.
قال: وفى الرابع والعشرين من الشهر سافر عبد الله بن سعود، شيخ الوهابية، إلى الإسكندرية وصحبته جماعة من التتر إلى دار السلطنة، ومعه خدم لزومه، انتهى.
قال فى تلك الترجمة: إنه لما وصل إلى هناك طافوا به من شوارع إسلامبول والناس تزدحم عليه، ثم قطعوا رأسه وانعدمت من حينئذ شوكة الوهابية.
وفى الجبرتى أيضا أنه فى يوم الخميس من شهر رجب من تلك السنة حضر باقى الوهابية بحريمهم، أى إلى مصر، وهم نحو الأربعمائة وأسكنوا بالقشلة التى بالأزبكية، وعبد الله بن سعود بدار عند جامع مسكة، هو وخواصه، من غير حرج عليهم وطفقوا يذهبون ويجيئون ويترددون إلى المشايخ وغيرهم، ويمشون فى الأسواق ويشترون البضائع والاحتياجات. ثم قال: وفى السابع والعشرين من المحرم سنة خمس وثلاثين حضر جماعة أيضا من الوهابية وأنزلوا بدار بحارة عابدين. ثم قال: وفى غرة صفر من تلك السنة وصل جماعة من عسكر المغاربة والعرب الذين كانوا ببلاد الحجاز وصحبتهم أسرى من الوهابية، نساء وبنات وغلمان، نزلوا عند الهمائل وطفقوا يبيعونهم على من يشتريهم، مع أنهم مسلمون وأحرار، انتهى.
قال فى تلك الترجمة: ولما طابت لإبراهيم باشا أرض الحجاز، ودخلت قبائل العرب تحت طاعته ولم يكن له حاجة للإقامة هناك-هدم آثار حصون