صباح يوم الثلاثاء حادى عشر شهر رجب الحرام من سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين، واستصحب معه اثنى عشر بلكا من البيادة، وتسعين نفرا من السوارى، ونصف بطارية طوبجية، وجماعة من الأمراء، يوسف باشا كامل وراتب باشا السردار حالا، وطلعت باشا وسليم باشا، وإبراهيم باشا وعبد الله باشا، وعلى باشا أغا شريف مكة، وزكى باشا وكيل الشريف، وجاد بيك، وصادق بيك، وإمام أفندى، وجماعة من الحكماء، منهم سالم باشا الحكيم، وبيطرية، ومعاونين، وجاويشية وطباخين، ومخزنجية، وجماعة من القراء والمؤذنين، فأقام بالسويس يوم الأربعاء ويوم الخميس، وفى رابع عشر الشهر، بعد صلاة الجمعة، ركب وابور نجد فوصل مينا الوجه صباح يوم الأحد سادس عشر، وقام أتباعه من السويس، صباح يوم السبت، ووصلوا الوجه يوم الاثنين سابع عشر الشهر. وبالوجه قلعة ومياه كافية للواردين عليه من الحجاج وغيرهم.
وفى صبح يوم الأربعاء تاسع عشر سافر من الوجه جماعة من خيالته، وفى يوم الخميس تاليه بعد ساعتين وخمس عشرة دقيقة سافر بباقيهم بأرض، تارة تكون سهلة وتارة ذات شعوب وبها شجر الأثل والشوك، فوصلوا إلى وادى المياه وهو واد متسع به مياه كثيرة، فاستراحوا به نحو نصف ساعة وأخذوا منه الماء، وجدّوا في السير فوصلوا إلي محطة أم حرز فى عشر ساعات وعشرين دقيقة. وفى صبح يوم الجمعة فى الساعة الثانية ارتحل فمر بوادى أبى العجاج، ثم بوادى الرويضة ثم بجبال سلع، وهى جبال شاهقة بها مسالك ضيقة جدا وبأرضها الزلط وشجر السنط. وفى الساعة العاشرة من النهار وصل إلى محطة الخوثلة، وهى محل متسع تحيط به جبال شاهقة جدا، وبه مياه وتبيت به قافلة الحج لأخذ الماء. وفى يوم السبت بعد مضى ثلاث ساعات وعشر دقائق سار بركبه فوصل محطة مطر، بعد مضى إحدى عشرة ساعة وثلاثين دقيقة من النهار، وهو محل لا ماء به، وطريقه ذات رمل، قليلة