ولما ابتدئ فى حفر الترعة وعمل المينا وأخذ البندر فى الاتساع-صدر أمر كريم من الخديوى إسمعيل باشا برسم الأرض الفضاء، وتخطيط الشوارع والحارات، وإعطاء من يرغب بشرط البناء فى ظرف أربع سنين، فبلغ ما أعطى الأهالى قريبا من خمسة وسبعين ألف متر ولرعايا دولة الإنجليز أربعة وعشرين ألف متر، ولرعايا دولة فرانسا خمسة وخمسين ألفا، ولرعايا دولة النيمسا خمسة آلاف، ولرعايا دولة اليونان عشرة آلاف، ثم فى سنة أربع وثمانين هجرية صدر الأمر على قرار المجلس الخصوصى بأن لا يعطى شئ من الأرض إلا بالبيع على طريق المزاد، فبلغ ما بيع من هذا التاريخ إلى سنة سبع وثمانين هجرية مائة وستين ألف متر، ثم صدر أمر من المالية بأن الشراء لا يكون إلا بعد إشهار المزاد فى الجهات واستئذان ديوان المالية، فقلت الرغبة فى الشراء بسبب ما يلزم ذلك من الطول، وقد بلغت العمارة بها نحو ثلثمائة وثلاثة وستين ألف متر، فقد زادت فى زمن الخديوى إسماعيل باشا قريبا من مائتين وعشرين ألف متر.
ومن مساجدها المشهورة مسجد الشيخ عبد الله الغريب، كان إنشاؤه سنة أربع وخمسين ومائة ألف، وبه ضريحه يزار ويتبرك به، وكان له أوقاف بكثرة، ضاع أكثرها من تطاول الأيدى حتى لم يبق له إيراد إلا خمسمائة واحد وعشرون قرشا. وفى مدة نظارتنا على الأوقاف أحلنا ملاحظة إدارة أوقاف هذه المدينة على مهندس التنظيم أخينا سليمان أفندى فارس، فأحيا منه جانبا فبلغ إيراده ألفا ومائة وستة وثمانين قرشا.
ومن مساجدها القديمة أيضا مسجد الشوام بسوق الشوام، اهتم فى عمارته الأمير على بيك رشاد من ماله مع مساعدة الأهالى، وجعل له أحكارا بجهتى السليمية وخور الكلاب، وإيراده ستمائة وستة عشر قرشا. ومنها مسجد جعفر بيك بسوق الماء، كان فوق البحر فبعد عنه بالردم الحاصل فى