للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حيوان أهلى أو برى فهو محترم ومقدس عندهم، لأسباب يجرّنا التكلم فيها إلى التكلم فى الديانة وهو شئ لا نخوض فيه، وإجمال القول فى ذلك أنهم كانوا يقدسونها ويلتزمون مؤنتها، وكان لها إقطاعات يمونونها منها فكان يشترى للشاهين لحم يفرم ويقدم له، وللهر والنمس خبز يفت فى اللبن أو سمك يقطع ويقدم له وقد خصصوا لكل نوع منها خدمة من الرجال والنساء، وهى عندهم خدمة شريفة يتوارثها الأبناء عن الآباء، وإذا أراد الخادم سفرا يستصحب معه علامة يعرف بها أنه خادم الحيوان الفلانى ليحترم.

وأهل المدن ينذرون لها النذور بقصد تحصين أنفسهم أو أولادهم وسلامتهم من الآفات وتخليصهم من الكربات، فإذا أراد أحدهم الوفاء بنذره لسلامة ولده فإنه يحلق رأس الولد أو بعضه ويزن الشعر بالفضة، فإذا ازدادات الفضة على الشعر أعطوها لخادم المقدس فيشترى به سمكا ويجعله قطعا ويقدمه لذلك الحيوان فيأكله.

ومن عوائدهم إذا قتل أحد حيوانا مقدسا عمدا فإنه يقتل، وخطأ يلزمه دفع ما يجعله عليه القسيسون من المال، ومن يقتل الطير أبيس أو الشاهين قتل بلا مراجعة. وللهر احترام زائد عندهم ولأنثاه رغبة فى الذرية، فإذا ولدت تركت ذكرها ومنعته من قربها واشتغلت بتربية أولادها، فلذا يحاول الذكر قتل الأولاد لتحتاج إليه الأنثى فى الحمل رغبة فى الأولاد.

ومن الغريب أنه إذا حصلت حريقة يريد القط أن يدخل فيها فيجهتد المصريون فى منعه، تعظيما له، ويحتاطون بالنار لذلك، وقد يغلبهم ويثب فيها فيحترق، فإذا حصل ذلك فى بيت فإنهم يحزنون عليه حزنا شديدا، وإذا مات حتف أنفه حلقوا حواجبهم أمارة على الحزن، وأما إذا مات الكلب فإنهم يحلقون رؤوسهم وجميع أبدانهم حزنا عليه، وكانوا لا يدفنون الهر إلا فى مدينة بوباسط، ويدفن الكلب فى البلد التى مات فيها، بعد جعل كل فى صندوق