للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال استرابون ما معناه: إن الحيوانات المقدسة منها ما كان يقدس فى جميع بلاد مصر؛ مثل العجل والكلب والهر من ذوات الأربع، والشاهين والطيرأبيس من الطيور، ومن السمك الليبيدون واكسرانكوس، ومنها ما كان يقدس فى جهات مخصوصة مثل النعجة من الغنم فى مدينة صا الحجر وطيبة، ونوع من السمك يعرف باللاطوس فى مدينة لاطوبوليس، والذئب فى مدينة ليكوبوليس (سيوط). والسينوسوفال فى مدينة هرموبوليس، وهى مدينة قديمة كانت بالقرب من الأشمونيين، وكان أهل بابلون القريبة من منفيس يعظمون حيوانا يعرف بالسيبوس، جسمه بين الكلب والدب يوجد ببلاد الحبشة. وكان النسر يقدس بمدينة طيبة، والسبع بمدينة ليونتوبوليس، والمعزى بمدينة منديس (أشمون الرمان) وأم عرس بمدينة أتريب، إلى غير ذلك من الحيوانات والجهات. ولم نقف للمصريين على أصل تقديس هذه الحيوانات ولا على السبب فى ذلك، انتهى.

ثم إن فى بعض كتب الفرانساوية أن مديرية سيوط كانت مشتملة على أربعين ألف عائلة، متوسط العائلات خمسة أنفس، فكانت أهالى المديرية نحو مائتى ألف نفس، وكان النساء بها أكثر من الرجال، وأموالها يومئذ نحو سبعين ألف فرانك عبارة عن ثمانية آلاف بنتو وخمسمائة بنتو ذهبا، غير المخصص عليهم من الغلال التى قدرها مائتان وستة عشر ألف أردب، وكان ثمن الأردب القمح يومئذ ثلاثة فرنكات، فقيمة تلك الغلال ثلاثون ألف بنتو.

وكانت أمور الفلاحة رائجة فى جميع بلاد المديرية، وأرضها غاية فى الخصوبة لا سيما بلاد الزنار، وهى كذلك إلى الآن، وكان يزرع فيها القمح والشعير والفول والذرة والكتان وجميع أصناف الحبوب، وفى كثير من بلادها يزرع أيضا الحشيشة والأفيون والنيلة والدخان وقصب السكر والكمون والأنيسون والثوم وكثير من الأبزار.