وفى كتب الفرانساوية أيضا أنه كان فى المغارات التى مر ذكرها فى جبل الليبيا ورش لقطع الحجر، بقرب ترعة يظن أنها كانت مستعملة فى نقل الأحجار، تصل إلى المنهى ومنه إلى النيل بفرع صغير، يمر فى زمن الصيف فى بحرى المدينة، على بعد قليل منها، انتهى.
ولنذكر لك وصف مدينة سيوط الآن فنقول: هى مدينة الصعيد وقصبته على الإطلاق، ذات أبنية فاخرة وقصور مشيدة، شبابيكها بالزجاج والخشب والحديد، ومنادرها مفروشة بالرخام كقصور القاهرة، وأكثر منازلها بالطوب الأحمر على دورين وبعضها على ثلاثة، وأكثر حاراتها معوجة ضيقة والمتسع منها هو المشتمل على القيساريات وبعض الشوارع العمومية، غير أن هذا الاتساع لا يكفى حركة المرور لكثرة مابها من العالم. وقد رتب بها كما رتب بسائر المدن المصرية مجلس ومهندسون للتنظيم، فحصل من ذلك توسيع كثير من حاراتها واعتدال جملة من شوارعها، ومساحتها تقرب من مائتين وسبعين فدانا، وهى آخذة فى الزيادة سيما من وصول السكة الحديد إليها، فقد كثر بسببها الواردون عليها من الجهات أضعاف ما كان، وسكنها كثير من المصريين والأغراب.
وفى زمن المرحوم عباس باشا أزيلت الكيمان القديمة التى كانت فى وسطها وأذن للأهالى بالبناء فيها، فبنيت بها مبان فاخرة من منازل وجوامع ووكائل، وبنى بها محمد الهلالى سر تجارها قيسارية عظيمة مشتملة على وكالة وعدة دكاكين، ومحمد جاد الحق أحد التجار المشهورين بنى بها جملة محلات للإيجار وزاوية للصلاة.
وشارع المجذوب نافذ من الشرق إلى الغرب وفى كل من طرفيه باب كبير يشبه أبواب القاهرة. فالشرقى يسمى باب المجذوب باسم الشيخ المجذوب، صاحب المقام الذى فى الجامع المعروف باسمه بقرب ذلك الباب، والباب