الغربى باب الجبل، وبين هذين البابين أبواب أخرى أصغر منهما، منها باب عند جامع سيدى جلال الدين السيوطى، وآخر عند بيت سليم كاشف الذى كان سجنا للمذنبين سنة خمسة وستين ومائتين وألف هجرية، فاشتراه الأمير إبراهيم باشا قبطان مدير سيوط سابقا وجعله منزلين للإيجار، وهما للآن فى ملك ورثته، وبجوار البيت المذكور من خلفه السجن الجديد الذى بناه الأمير لطيف باشا وقت أن كان مدير تلك الجهة، وللآن يعرف عند الأهالى بدار لطيف. وبابه من الشارع المار بالتكية والكنيسة، وهو يشتمل على حوش كبير وعدة حواصل وزاوية للصلاة، وفى جهته الغربية خزنة المديرية وبأعلاه الاسبتالية، وفى الضلعين البحرى والشرقى حبوس ذوى الجرائم الخفيفة، وفى وسط تلك الحبوس حاصل كبير مربع ضلعه خمسة وعشرون ذراعا معماريا، مسقوف على أكتاف من البناء قائمة فى وسطه، والنور يأتيه من أعلاه، وبه ما يحتاج إليه المسجون لإزالة الضرورة ونحوها، يسجن فيه المحكوم عليهم بالقتل، وتسميه الأهالى حاصل الدم.
وشارع القيسارية يشق المدينة من الجنوب إلى الشمال، أوله من الفوريقة القديمة الواقعة فى بحريها، وآخره باب السوق من قبليها. وفى ذلك الشارع باب كبير يسمى العتبة الزرقاء، فى طرف القيسارية البحرى، وباب آخر يسمى باب اللبن فى طرفها القبلى، وباب اللبن يوصل إلى قيسارية الهلالى المجاورة لجامع القاضى، وإلى شارع يوصل إلى الكارة وهى محل متسع من المحلات الميرية، تنزل به العساكر وغيرها، بقرب حوض العيد، وهو محل كان به قصر شبيه بالقلعة كانت تنزل به حكام سيوط وغيرهم من الأمراء، وكان ينصب به فى نحو الأعياد ملعب بحضرة الهوارة والعربان ممن لهم معرفة بالمسابقة ورمى الجريد. ويشتمل على ألعاب مثل الحواة والمراجيح، وغير ذلك. ويجتمع به خلق كثير للفرجة، ويكون به بيع وشراء، فهو فى مدينة سيوط أشبه شئ بباب النصر والرميلة بالمحروسة فى المواسم، وفى سنة خمس وثمانين