للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومائتين وألف صار هدم ذلك المحل وتسوية أرضه، وبقى مصلى الأموات القديم على أصله، وكذلك عادات المواسم والأعياد.

وبجوار القيسارية العمومية من جهة الغرب قيسارية محمد كاشف بزاده من ذرية أيوب كاشف أحد ملتزمى سيوط، وقيسارية محمد بيك الدفتردار التى بناها سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف هجرية، وقت أن كان مدير أسيوط، وبنى بها جامعا جليلا بمئذنة يعرف إلى الآن بجامع الدفتردار، وبنى بجواره من قبليه حماما يسمى حمام الدفتردار، وبالجهة الغربية من المدينة قيسارية المجاهدين والجامع المشهور بجامع المجاهدين. وتشتمل تلك القيسارية فضلا عن الحوانيت والقهاوى على نحو عشرين وكالة، منها وكالة الكاشف وهى ملك محمد كاشف بزاده، ووكالة محمد جاد الحق، ووكالة أولاد شنودة، ووكالة محمد خشبة. وجميع تلك القيساريات والخانات مشحونة بأصناف البضائع من قطن وكتان وحرير، وغير ذلك من البضائع التى تجلب إليها من القاهرة على ذمة تجارها بواسطة عملاء من الإفرنج وغيرهم مقيمين بها، وكذلك جميع أصناف البضائع السودانية مثل السن والريش والصمغ وغير ذلك، والبضائع المغربية كالأحرمة والبطانيات والبرانس والطرابيش، وغيرها مما يرد إليها من الأسكندرية، والبضائع المشرقية كالبن والبهارات والعطريات، وغيرها مما يرد من نحو اليمن والحجاز، وكذا بضائع الواحات مثل العجوة والنيلة وغيرها. وفى الوكائل أيضا أود تنزل بها الأغراب والمترددون إليها من الأهالى.

وبالمدينة ست معاصر لزيت السلجم والزيت الحار واحدة لمحمد هلالى، وواحدة لرزق البيسرى، والبقية لأناس من أهل البلد. وبها كثير من المصابغ وأغلب الأقمشة الواصلة منها إلى دارفور تصبغ بها. وقد بنى بها الأمير لطيف باشا أيضا تكية من ماله ورتب لها مرتبات من طرفه إلى الآن، وبها جوامع كثيرة وأغلبها بمنارات، من أشهرها الجامع الكبير ويعرف بالعمرى، تصلى به