لها فرشا متينا، ثم فى سنة خمسين أو إحدى وخمسين أزالها المرحوم حسين باشا مدير سيوط إذ ذاك وجددها فوق الأساس الذى وضعه أحمد باشا طاهر، وجعلها ثلاث عيون سعة فارغ جميعها سبعة عشر ذراعا.
وعلى رصيفها الشرقى ديوان المديرية، وهو ديوان عمومى مستوف لجميع لوازمه، به محل المدير، والتفتيش، والمجالس، والهندسة، والمحكمة الشرعية، والمطبعة، والكتبة. وفى وسط ساحته أشجار ذات رونق وظل مديد، وبها بوسطة وتلغراف ايلكتريك وضبطية. وفى المدينة أقباط بكثرة وإفرنج وأروام وقسيسون وقناصل، ولهم فيها معابد وكنيسة للنصارى اللاتينيين، ومن أروامها من يتجر فى البغال والحمير، ومن أقباطها التاجر والصباغ والبناء والنقاش والنجار للطواحين وخلافها.
وفيها من بيوت الغز القدماء ثلاث بيوت، وهم: بيت سليم كاشف، وعائلة محمد كاشف بزاده، وعائلة الخزندار. وبها خمارات وبوزة كبيرة أصحابها من البربر، ويجتمع فيها كثير من العبيد والأوباش، سيما يوم السوق العمومى والأعياد والمواسم. وسابقا كان المشهور فيها بصنعة أحجار الدخان والأوانى الفخار النفيسة أحمد الصبرى، ومصطفى سلامة، والآن المشهور بها رجل يلقب بالناقص. وقد غير بعض الناس هذا اللقب ولقبه بالكامل، وعادته أن يضع اسمه على مصنوعه من حجارة الدخان ونحوها، وكذلك الصبرى وطينة تلك الحجارة بعضها يجلب من ناحية أسوان، وأكثرها من طين الملق الإبليز، وكيفية عمله أنهم يأخذون من طين أسوان الربع والثلاثة الأرباع من طين الملق، وبعد خلطه يدق دقا ناعما ثم ينخل ويمزج بالماء ويضرب بالأرجل حتى يتم مزجه، ثم يصنعونه، أو أنه بعد خلطه يوضع فى الماء حتى يذوب، ثم يصفى فيخرج منه الحصا ونحوه، وما رسب يجرى العمل منه.
وبها إيضا فاخورات للأوانى المعتادة كالخوابى والقواديس والمواجير والقلال والطواجن ونحوها، تباع فى بلاد الأرياف.