ضخمة، والذى يقع فى أيدى الناس جزء واحد اختصره منه غير المصنف، فإن ابن مماتى ذكر فيه أربعة آلاف ضيعة من أعمال مصر، ومساحة كل ضيعة وقانون ريها ومتحصلها من عين وغلة، ونظم سيرة السلطان صلاح الدين يوسف، ونظم كليلة ودمنة، وله ديوان شعر، ولم يزل بمصر حتى ملك السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب ووزر له صفى الدين على بن عبد الله بن شكر، فخافه الأسعد لما كان يصدر منه فى حقه من الإهانة وشرع الوزير بن شكر فى العمل عليه، ورتب له مؤامرات ونكبه وأحال عليه الأجناد ففر من القاهرة، وسقط فى حلب فخدم بها حتى مات فى يوم الأحد سلخ جمادى الأولى سنة ستة وستمائة عن اثنتين وستين سنة، وكان سبب تلقيب أبى المليح بمماتى أنه كان عنده فى غلاء مصر فى أيام المستنصر قمح كثير، وكان يتصدق على صغار المسلمين وهو إذ ذاك نصرانى، وكان الصغار إذا رأواه قالوا مماتى؛ فلقب بها، ومن شعره:
تعاتبنى وتنهى عن أمور* … سبيل الناس أن ينهوك عنها
أتقدر أن تكون كمثل عينى* … وحقك ما علىّ أضر منها
وقال فى أترجّة كانت بين يدى القاضى الفاضل، وهو معنى بديع:
لله بل للحسن أترجة* … تذكر الناس بأمر النعيم
كأنها قد جمعت نفسها* … من هيبة الفاضل عبد الرحيم
وفى الجبرتى: أن الأمير سليمن بك المعروف بالأغا-من مماليك محمد بيك أبى الذهب-توفى بهذه المدينة ودفن بها وهو أخو إبراهيم بيك؛ المعروف بالوالى صهر إبراهيم بيك الكبير الذى مات فى وقعة الفرنسيس الأولى بانبابه مدبرا فارا وسقط فى البحر، وقبل تقدمهما فى الصنجقية كان أحدهما والى الشرطة والآخر أغاة مستحفظان، فلم يزالا يلقبان بذلك حتى مات، وكان سليمن بك محبا لجمع المال وله أقطاع واسعة، خصوصا جهة