قبلى، واستوطن أسيوط لأنها كانت من أقطاعه وبنى بها دارا عظيمة، وأنشأ بساتين وسواقى وأغناما كثيرة وأبقارا، ومما اتفق له أنه جز الأغنام وكانت أكثر من عشرة آلاف ووزع أصوافها على الفلاحين، وسخرهم فى غزله بعد أن وزنه عليهم، ثم وزعه على القزازين فنسجوه أكسية ثم جمع المتسببين وباعه عليهم. وكان موته بالطاعون سنة ألف ومائتين وخمس عشرة. وفيه أيضا أنه مات ودفن بها سليمن كاشف السيوطى، وهو من مماليك عثمان بك المعروف بالجرجاوى من البيوت القديمة، وخشداش عبد الحمن بك عثمان المتوفى سنة خمس ومائتين وألف بالطاعون الذى مات به إسمعيل بك وخلافه، وتزوّج ابنته بعد موته، وكان ملتزما حصة من سيوط والشرف الناصرى، واستوطن أسيوط وبنى بها دارا عظيمة وأنشأ بها عدة بساتين، وغرس بها وبشرق الناصرى أشجارا كثيرة، وعمر عدة قناطر وعمل جسورا وأجرى خلجانا وأسبلة فى مفاوز الطرق، وأنشأ دارا كانت جليلة لسليمن بك المعروف بأبى نبوت بحارة عابدين بالمحروسة، وعمرها وزخرفها، وكان متزوجا بثلاث زوجات إحداهن ابنة سيده عثمان بك، توفيت فى عصمته، والثانية ابنة خشداشه عبد الرحمن المذكور، والثالثة زوجة على كاشف المعروف بجمال الدين، وكان ذا بأس وصولة، وظلم تجارا، وأخاف عرب الناحية وقاتلهم المرار وقتل منهم الكثير، وكان يهادى الأمراء بمصر وأرباب الحل والعقد المتكلمين عندهم ويرسل إليهم الغلال والعبيد والجوارى والطواشية، ومات فى السنة المذكورة. انتهى.
وفى المقريزى أن فى غربى سيوط على رأس الجبل دير السبعة جبال ويعرف بدير بخنس القصير، وله عدة أعياد، وخرب فى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من منسر طرقه ليلا، وبخنس القصير-ويقال له أبو بخنس-كان راهبا قمصا، له أخبار كثيرة، منها أنه غرس خشبة يابسة فى الأرض بأمر شيخ له وسقاها الماء مدة فصارت شجرة مثمرة تأكل منها كل الرهبان، وسميت شجرة الطاعة، ولما مات دفن فى ديره. وعلى طرف الجبل تحت دير السبعة جبال قبالة أسيوط دير آخر يقال له دير المطل على اسم السيدة مريم، وله عيد تحضره أهل النواحى وليس به أحد من الرهبان، وخارج سيوط من قبليها دير