موشة بنى على اسم توما الرسول الهندى، وهو بين الغيطان قريب من ريفه، وفى أيام النيل لا يوصل إليه إلا فى المراكب، وله أعياد. والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة اللسان القبطى الصعيدى، وهو أصل اللغة القبطية وبعدها اللغة القبطية البحرية، ونساء نصارى الصعيد أولادهم لا يكادون يتكلمون إلا باللغة القبطية الصعيدية، وله أيضا معرفة تامة باللغة الرومية، انتهى.
ومقبرة نصارى سيوط فى دير أدرنكة فى الجبل المذكور فى قبلى سيوط بأكثر من نصف ساعة، وهو دير عامر للآن. وعند هذه المدينة حصلت وقعة بين العزيز محمد على والأمراء المصريين كانت الغلبة فيها على الأمراء.
قال الجبرتى فى تارخه: وفى شهر محرم الحرام سنة ألف ومائتين واثنتين وعشرين كان الأمراء المصريون منتشرين بالبلاد، وأغلبهم بالأقاليم القبلية، رافعين عصا العصيان، ولما دهمت الإنجليز ثغر الإسكندرية واستولوا عليه كان العزيز محمد على فى حرب الأمراء المرادية والإبراهيمية والألفى عند ناحية سيوط، والتقى معهم وانكسروا منه، وقتل منه أشخاصا، منهم سليمن بك الأغا، وسليمن بك المرادى المعروف بريّحه، بتشديد الياء وكان أميرا ظالما غشوما، وسبب تسميته بريّحه أنه إذا أراد قتل إنسان ظلما يقول لأحد أعوانه خذه وريّحه فيأخذه ويقتله، أخذت جلة المدفع دماغه، وقطعت ذراعه، وعرفوه بخاتمه الذى فى أصبعه فى ذراعه المقطوع، وهو من الذين تأمروا بعد موت مراد بك.
ولما ورد على الباشا خبر الإنجليز كف عنهم لذلك، وأخذ يمهد طرق الصلح معهم، فأرسل لهم ثلاثة من المشايخ، وهم: الشيخ سليمن الفيومى، والشيخ إبراهيم السجينى، والسيد محمد الدواخلى، وكانوا بناحية ملوى، ما عدا عثمان بك حسن فإنه كان فى البر الشرقى، وما عدا عثمان بك يوسف فإنه كان بناحية الهرم والكوم الأخضر، فتكلم المشايخ معهم فى أمر الصلح، فتنازعوا أمرهم بينهم، وكان الباشا قد أرسل إلى المشايخ يستعجلهم فى إجراء الصلح وقبوله كل ما اشترطوه عليه، وكانت رسالة الإنجليز قد وصلت إلى الأمراء