لذلك وكتبوا أجوبة ورجع بها مصطفى أفندى كتخدا القاضى وصحبته يحيى كاشف.
وفى شهر صفر كتب مراسلة إلى الأمراء القبليين ختم عليها كثير من مشايخ الأزهر، باستدعائهم واستعجالهم للحضور، فورد منهم خطاب يعتذرون فيه بأن السبب فى تأخرهم تفرق أكثرهم فى النواحى، وأنهم إلى الآن لم يثبت عندهم حقيقة الأمر، فاتفق رأيهم على أن يرسلوا لهم جوابا ببيان الحقيقة صحبة مصطفى أفندى، ويصحب معه المراسيم التى وردت فى شأن الإنجليز ومنابذتهم للدولة، وسافر مصطفى أفندى كتخدا المذكور صبيحتها بالمكتوب واجتمع معهم بناحية المنية.
وأما ياسين بك فإنه أذعن للصلح على أن يعطيه الباشا أربعمائة كيس بعد تردد المراسلات بينه وبين الباشا، ثم إنه عدى إلى ناحية شرق أطفيح وفرض على أهله الأموال الجسيمة، وكان أهل تلك البلاد قد اجتمعوا فى صول والبرنيل بمتاعهم وأموالهم ومواشيهم، فنزل عليهم وطلب منهم الأموال فعصوا عليه، فنهبهم وأحرق جرونهم، ثم سار نحو القاهرة ودخلها فى عشرين من صفر وصحبته سليمن أغا وكيل دار السعادة، وتقابلا مع الباشا وخلع عليهما خلعتى سمور، وأغدق عليهما بالإنعامات، وقلد ياسين بك كشوفية الشرقية، وأمره بالسفر إلى الإسكندرية لمحاربة الإنجليز فلم يمتثل (وحصل منه ما ذكرناه فى قرية التبين من بلاد أطفيح).
وفى ذلك الوقت حضر كتخدا القاضى وذكر أن الأمراء القبالى محتاجون إلى مراكب لحمل الغلال الميرية والذخيرة، فهيأ الباشا عدة مراكب وأرسلها، وفى خامس عشر ربيع الأول أرسل شاهين بك الألفى للباشا يعتذر عن التأخير، وأنهم مازالوا على صلحهم، ثم بعد ذلك بأيام حضر الألفى إلى دهشور، وصحبته مراكب بها هدية من إبراهيم بك ومحمد بك المرادى