للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولتلك الناحية جزيرة فى شرقى الجسر على ساحل البحر نحو سبعمائة فدان، بها قربة صغيرة يقال لها عزبة شطب وهى تابعة لها، ومن سكانها جماعة يقال لهم أولاد بعرة، لهم وظيفة يتوارثونها وهى الدلالة فى الجسر السلطانى، يتولون تقسيمه بين أهالى البلاد؛ لأجل حفظه من التقطيع وجرفه وترصيفه بالآجر والحجر والمونة، وكان للدلالة فى السابق مرتبات من الديوان، وأما الآن فإنما يعافون مما يلزم الأهالى من العمليات فى نظير تلك الوظيفة.

وفى كتاب «قوانين الدواوين» للوزير الأسعد شرف الدين أبى المكارم بن أبى سعيد بن مماتى: أن المستبحر أرض منخفضة إذا دخل الماء فيها لا يجد له مصرفا عنها فينقضى وقت الزراعة قبل زواله، وربما انتفع به نادرا من ركب عليه السواقى وسقى منه ما يحتاج إلى سقيه من الأرض، ثم ذكر أصناف الأرض فى الباب الخامس من كتابه هذا فقال: إن أسماء أرض الزراعة بالديار المصرية تختلف باختلاف أحوالها، فيقال فيها: باق ورى الشراقى وبروبية وشماهة وشتونية وشق شمس وبرش ونقاء ووسخ مزدرع ووسخ غالب وخرس وشراقى ومستبحر وسباخ وبائر، ولكل من هذه الأسماء قضية تجب الإحاطة بها، فالباق أثر القرط والقطانى والمقاثئ، وهى خير الأرضين وأغلاها قيمة وأوفاها قطيعة، لأنها تصلح لزراعة القمح والكتان، أما القرط فهو كما يؤخذ من القاموس نبات البرسيم الذى ترعاه الدواب، وأما القطانى فهى سبعة، الفول والعدس والحمص والترمس والبسلة واللوبيا والجلباب.

قال: ورى الشراقى هى تتبع الباق فى الجودة وتلحق به فى القطيعة، لأن الأرض تكون قد ظمئت فى السنة الماضية واشتدت حاجاتها إلى الماء، فلما رويت حصل لها من الرى بمقدار ما حصل لها من الظمأ، وكانت أيضا مستريحة فلهذا السبب ينجب زرعها، والبروبية أثر القمح والشعير، وهى دون الباق، لأن الأرض تضعف بزراعة هذين الصنفين، فمتى زرعت قمحا على