للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ظاهرى، وهو فى الحقيقة مع أولئك كما علمت، فلما كان يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من المحرم سنة إحدى وسبعين عند الصباح، اجتمعت طوائف العساكر كل طائفة بباب أغاتها بالرميلة، وحضروا إلى الديوان إلا طائفة الينكشارية فلم يحضروا لعدم التنبيه عليهم من باب أغاتهم، وإنما حضر منهم نحو الثلاثين فلم يجدوا بلكهم، فأرسلوا أحدهم إلى باب أغاتهم فأرسل لهم (عابدين كتخدا) يأمرهم بأن يرجعوا إلى مناصبهم، لأنه لم يحصل التنبيه على البلك، وعند حصول التنبيه يحضرون مع إخوانهم، فلم يروا ذلك صوابا وصمموا على عدم الرجوع، وتفاوضوا فيما يفعلون وقد اجتمع عليهم نحو العشرين من بلكهم، فتقووا بهم وساروا قاصدين اللحوق بالبلكات، وفى أثناء سيرهم جاء التنبيه لطائفتهم، فتوجهوا إلى باب أغاتهم فوجدوا (عابدين بك) كتخدا جالسا فقالوا له: كيف لم ينبه على جماعة بلكنا ليكونوا مع باقى البلكات، مع أن هذا يقوم علينا العساكر وينسبوننا إلى الخيانة والموالسة، فلاطفهم (عابدين كتخدا)، وفى أثناء ذلك لحق بهم جماعة متسلحون حتى صاروا جمعا كثيرا، فأغلظوا عليه القول وقالوا: لا نرضاك كتخدا علينا، ولا نرضى أن يكون (بيرم) منا، فخافهم ودخل إلى حوش الأغا، وعينوا بدله (درويش جاويش) الذى كان من بلكهم ولحق ببلك العزب وكان شجاعا مقداما، وبينما هم كذلك إذ حضر (بيرم) ومعه نحو أربعمائة نفر، فقاموا فى وجهه وقالوا: لا نرضاك أن تكون منا ولا معنا، وكان لا يعهد منهم مثل ذلك، فداخله الرعب ودخل إلى دار الحوش وتبعه نحو ثلاثين نفرا، وفى تلك الساعة حضر (عثمان الوالى) على حسب الاتفاق، فرأى العسكر قائمين على (بيرم) فدخل إلى داخل الحوش وتوارى به، وحصل بين من بداخل الحوش ومن بخارجه مفاوضة فى الكلام، ثم أطلق من بالخارج بعض بنادق على من بالداخل، فأغلقوا الباب، فذهب بعض من فى الخارج إلى الديوان، وأعرض الخبر على حضرة الوزير، فكتب لأغات الينكشارية بتوجيه المدافع على (بيرم)