وجماعته، فلما علموا ذلك طلبوا الأمان، ففتحوا لهم الباب فخرجوا وصار القبض على بيرم، وذهبوا به إلى البرج، وتوجهت الطائفة إلى جامع قلاوون وقرءوا الفاتحة أنهم على قلب رجل واحد، ثم أخبروا الوزير بحبس (بيرم) بالبرج، وأن (عثمان) الوالى بمنزل أغات الينكشارية، فكتب بيورلديا بخنق (بيرم)، وآخر بقطع رأس (عثمان) الوالى، ودفع المكتوبين إلى زعيم مصر فعرضهما على أغاة الينكشارية، فخنق (بيرم) وقطع رأس (عثمان) الوالى، ولما بلغ خبر ذلك إلى الفقارية من صناجق وغيرهم، تجمعوا وتوجهوا إلى الرميلة من ناحية سوق السلاح، ووقفوا عند جامع المحمودى وأطلقوا بنادقهم على جماعة العزب/والأسباهية، فقتلوا منهم، فلما تنبهوا لهم وجهوا عليهم البنادق والمدافع، فهربوا ورجعوا إلى منازلهم وأخذ كل منهم ما يحتاجه، وذهبوا إلى البساتين فاجتمعوا هناك على العصيان، وعقدوا رأيهم على التوجه إلى الجهات القبلية، فلما بلغ ذلك (مصطفى باشا) الوزير، أخذ فى الاستعداد لقتالهم، ورتب صناجق عوضا عنهم، وبدد شمل من كان فى حزبهم بالقتل والنفى، وفى يوم الخميس سادس شهر صفر، نزل بالعساكر إلى البساتين وقد كان الصناجق نزلوا إلى الصعيد، وفى تاسعه انتقل إلى حلوان، وهناك بلغه أنهم تعدوا إلى ناحية ملوى شرقا وغربا، وأنهم راجعون إلى ناحية الجيزة، فأرسل مكتوبا إلى (عوض بيك) القائمقام عنه فى غيبته، ومكتوبا ل (إبراهيم أغا) أغات الينكشارية يعرفهما أحوال الصناجق الفارين، ويأمرهما أن يتقيدا بقفل أبواب مصر من غروب الشمس إلى شروقها، وأن يعينا مع الوالى عسكرا يكونون معه فى الحراسة ففعلوا، وفى يوم الجمعة سابع عشر الشهر، وردت الأخبار بأن الطائفة الفارة رجعت إلى قنطرة اللاهون، وكان سبب رجوعهم أنهم لما كانوا بجبل أبى النور، بلغهم خبر قيام الوزير خلفهم فارتبكوا ووقع الرعب فى قلوبهم وتفاوضوا فيما يفعلون، فمنهم من رأى التوجه إلى