للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهما بئران جيدتا الماء عميقتان جدا، يسميان (عرار قيس)، وقال بعضهم أن ذلك الجبل يقال له جبل العوسج، والعوسج شجر صغير ومنه يتوصل إلى قباب (معنى) بعد ثلاثين ميلا، وتسمى أيضا خراب القوم، وهى قباب تحيط بجملة صهاريج.

وقال (محمد بن يوسف بن الوراق): خراب القوم محل مدينة قديمة هدمها الروم، وفيها جملة صهاريج، وغربى هذا الموضع قصر يعرف بقصر (أبى معد نزار بن خالد بن يحيى بن بابان)، حوله نحو عشرين عائلة من قريش، منهم عائلة (جبير بن متيم)، وجبير هذا قرشى دخل فى الإسلام عند فتح مكة، ومات بين الخمسين والستين من الهجرة، وكان من المحدثين الأعلام.

ويقيم أيضا بهذا الموضع قبيلة (بنى مدلج)، وغيرهم من (بنى فضالة)، و (بنى عقيدان) من البربر، ويقال أن هؤلاء الأعراب كثيرا ما ينقلب المولود عندهم إذا كان أنثى شيطانا أو غولة، وتقع على الناس وتؤذيهم ولا يتحفظ منها إلا بربطها.

قال (محمد بن يوسف): قال لى (محمد بن قاسم) بعض أمراء استيجة وهى قرية قريبة من إشبيلية من بلاد الأندلس، أن ذلك صحيح وقد شاهدته بنفسى، ثم من قصر (أبى معد) إلى الرمادة وهى بلدة قريبة من البحر مسورة وبها جامع، وحولها جنائن فيها أنواع أشجار الفاكهة.

وقال الإدريسى: الرمادة قريبة من شرق العقبة الكبرى، ومن الرمادة إلى قصر الشماس وهو قريب منها وبه ناس قليلون، وبين خراب القوم والرمادة خمسة وثلاثون ميلا، ثم إلى خراب أبى حليمة وتعرف أيضا برأس حليمة، شرقى العقبة الكبرى بينها وبين الصغرى ورأس حليمة، قلعة مسكونة وبها سوق وخمسة آبار، وبقربها جملة صهاريج ومنها يتوصل إلى قصر الروم، وهو