نصارى، ثم خلّى سبيلهم بمكاتبة وصلت إليه من سيدنا عمر ابن الخطاب ﵁.
ومن نفوسه إلى زويلة من أرض فيزان، يقصد المسافر أولا مدينة جدو ومن هناك يسير فى صحراء ثلاثة أيام فى الرمل، فيصل إلى طيرى، وهى موضع فى منحدر الجبل، به كثير من الآبار والنخل فإذا صعد على الجبل، يجد صحراء مستوية يسير فيها أربعة أيام بلا ماء، فيصل إلى بئر أبى ضرف، ثم يسير فيصل إلى جبل طرغين فيسير فيه ثلاثة أيام إلى (تمرما)، وهى مدينة كثيرة النخل، وأهلها من بنى جلدين وفيزانة، ومن عوائدهم أنه إن حصلت عندهم سرقة يكتبون كتابة تنتقل من بعضهم إلى بعض، فيحصل للسارق اضطراب مستديم، ولا يستريح حتى يقر بالسرقة ولا ينقطع اضطرابه حتى تمحى الكتابة.
وعلى بعد يومين من هذه المدينة توجد مدينة سبآب، وهى كثيرة النخل أيضا وأهلها يزرعون النيلة، ومنها يكون السير فى صحراء مستوية ذات رمل دقيق خال من الحجر والتراب، وبعد السير فيها يوما يتوصل إلى مدينة زويلة، وهى مدينة بلا سور واقعة فى وسط الصحراء، وهى فى كبرها تشبه اجدابية، ويليها بلاد العبيد السود، وبمدينة زويلة جامع وحمّام، وعدة أسواق، وتجتمع فيها قوافل جميع الجهات ثم تتفرق منها، وفيها كثير من النخل وزرعها يسقى على الجمال، وقال مترجم كتاب البكرى: إن زويلة فيزان تغيرت الآن عن أحوالها القديمة، وخلفها مدينة مرزوق.
وقال البكرى: إن عمرو بن العاص بعد أن استولى على برقة، بعث (عقبة بن نافع) فاستولى على جميع البلاد الواقعة بين زويلة وبرقة، وفى مدينة زويلة قبر الشاعر (دعبل بن على الخزاعى). وقال ابن خلكان: إن دعبلا مات فى مدينة تيب الواقعة فى الجنوب الشرقى من بغداد، على بعد أربعة وخمسين