للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فرسخا، وبين زويلة واجدابية مسيرة أربعة عشر يوما، وأهل زويلة يستعملون طريقة حسنة فى خفارة مدينتهم، وهى أن من عليه الدور فى الخفارة يأخذ حيوانا ويحمله من جريد النخل بحيث تجر أطراف الجريد على الأرض، ويدور به حول المدينة فيرسم الجريد دائرة فى الأرض، وفى الغد يخرج مع بعض الأصحاب على الجمال، ويطوفون حول البلد فإن رأوا أثر قدم فى الرمل تبعوه حتى يعرفوا صاحبه، ومدينة زويلة واقعة فى الجنوب الغربى من طرابلس، وقال بعض السياحين: إن زويلة فى الجنوب الشرقى والجنوب الغربى، وقال البكرى: إنها محل تجارة الرقيق، ومنها تتفرق العبيد، وفى جميع بلاد إفريقية وغيرها والمعاوضة فيها بقطع من القماش الأحمر.

وبعد صحراء زويلة بمسيرة أربعين يوما، تجد بلاد (قانم) وهم طائفة من العبيد وثنيون يعسر الدخول فى أرضهم، ويقال: إن هناك بعضا من الأمويين الذين فروا فى وقعة العباسيين، وبلاد قانم جعلها البكرى فى الشمال الشرقى لبحيرة تزآد، وقال أيضا: إن بين زويلة ومدينة (صبحة) خمسة أيام.

وصبحة واقعة فى شمال مرزوق على بعد اثنين وعشرين فرسخا، وصبحة مدينة كبيرة بها جامع وأسواق، وبينها وبين مدينة (حل) خمسة أيام، وتسميها السياحون (حن)، وتجعلها فى الشمال الشرقى لمدينة صبحة على بعد خمسة وأربعين فرسخا، وقال أيضا: إن مدينة (حل) بها كثير من السكان والنخل، وجملة عيون ماء، ومنها إلى مدينة (ودّان) يوم واحد.

وفى (ودّان) قلعة وعدة حارات تقفل بأبواب، وهى منقسمة قسمين يسكن بأحدها قبيلة (سهميد)، وتسمى مدينة (دلباق)، ويسكن بالآخر قبيلة أصلها من حضرموت، وتسمى مدينة (بوصه) أو (يوسى)، وللبلدين جامع واحد متوسط/بينهما، ولا تنقطع المناوشة بينهما لعداوة بينهم، وعندهم فقهاء من ودّان، ومؤنتهم التمر، ويزرع بأرضهم قليل من البر يسقى على