الجمال وبلدة (تجرفت) على ثلاثة أيام من (ودّان)، وبها جامع وأصل سكانها من ودّان، وهى كثيرة التمر سيما النوع المعروف بالبرنى، ومنها يتوصل إلى مدينة صرت، وبين صرت وزويلة إثنا عشر يوما، كما بين صرت و (ودّان)، فهى فى الوسط بينهما، و (ودّان) فى الجنوب الغربى لصرت، وزويلة قبلى (ودّان) على بعد ثمانية وخمسين فرسخا، فعلى هذا يكون ما بين تجرفت وزويلة مسيرة أربعة عشر يوما فى الطريق الغربى، ومن تجرفت إلى الفسطاط مسيرة تسعة وعشرين يوما، وذكر البكرى أيضا طريقا آخر بين زويلة وتجرفت فقال: من زويلة إلى (تمسا) يومان، و (تمسا) مدينة كبيرة بها جامع وأسواق، ومنها إلى (زلاء) الواقعة فى الشمال الشرقى لتمسا، يكون السير فى الصحراء ثمانية أيام، وفى وسط الطريق محطة يسكنها ناس من ودّان، وزلاء مدينة كبيرة متسعة، بها جامع وعين ماء ونخل كثير، وأهلها من البربر من قبيلة مزاتة، ومن زلاء إلى سهل برقانة ستة أيام، ومن (برقانة) إلى قلعة (الفروج)، وهى قلعة خراب واقعة فى وسط سبخة وفيها صهريج ماء، ومنها إلى الصرت خمسة أيام، ومن الصرت إلى اجدابية يوم واحد، ومن اجدابية إلى قصر (زيدان الفتى) ثلاثة أيام، ومن هذا القصر إلى (عجلا) أربعة أيام، وعجلا اسم لإقليم به قرى كثيرة ونخل وأشجار فاكهة، ومدينته الشهيرة (أرزقية)، وهى مدينة كبيرة بها عدة مساجد وأسواق، ومنها إلى تجرفت أربعة أيام، ومن يريد السفر من طرابلس إلى ودّان يمر ببلاد هوارة، ويكون سيره للجنوب ويمر فى طريقه بجملة من نجوع العرب، وأبراج بها جماعة مقيمون لخفر الدرب، ثم يصل إلى قصر (ابن ميمون) وجميع ذلك تابع لولاية طرابلس، ثم على بعد ثلاثة أيام من قصر (ابن ميمون) يتوصل إلى صنم على جبل، يسمى ذلك الصنم (جرزا)، والعرب تقرب له القرابين ويتضرعون إليه ويسألونه شفاء أمراضهم، وتحصيل أغراضهم، وقال مترجم البكرى: إن (جرزا) بلد على نهير يسمى بهذا الاسم،