للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وأما القصيدة الأولى الاستعطافية فهى هذه):

كتابى توجّه وجهة الساحة الكبرى … وكبّر إذا وافيت واجتنب الكبرا

وقف خاضعا، واستوهب الإذن، والتمس … قبولا، وقبل سدّة الباب لى عشرا

وبلّغ لدى الباب الخديوى حاجة … لذى أمل يرجو له البشر والبشرى

لدى باب سمح الراحتين مؤمل … صفوح عن الزلات يلتمس العذرا

كريم تودّ السحب فيض بنانه … إذا أرسلت أنواء وابلها غزرا

ويستصبح البدر التمام بوجهه … فيلحظ عين الشمس من بعده شزرا

ويخجل ضوء الصبح وضّاح رأيه … إذا ما ادلهمّ الخطب فى خطة نكرا

تنوء الجبال الراسيات بحلمه … إذا طاش ذو جهل لدى غيظه قهرا

عزيز أعزّ الله آية ملكه … بتوفيقه حتى أقام به الأمرا

يراقب رحمن السموات قلبه … فيرحم من فى الأرض رفقا بهم طرّا

مليكى ومولاى العزيز وسيدى … ومن أرتجى آلاء معروفه العمرا

لئن كان أقوام علىّ تقوّلوا … بأمر فقد جاءوا بما زوّروا نكرا

وإنّ سعاة السوء أنزل فيهم … علينا إله العرش فى ذكره ذكرا

وعلّمنا أن نستبين مقالهم … ونأخذ منهم فى مساعيهم الحذرا

وسامهم وسم الفسوق لحكمة … قضى حكمها للهجر من قولهم هجرا

حلفت بما بين الحطيم وزمزم … وبالباب والميزاب والكعبة الغرّا

وبالروضة القدسية السدّة التى … أجلّ لها الرحمن فى ملكه قدرا

وبالزائريها يرتجون مليكهم … لما فرّطوا فى العمد والخطا الغفرا

وبالصلوات الخمس يرجى ثوابها … وبالصوم يوليه الحفىّ به الشهرا

لما كان لى فى الشرّ باع ولا يد … ولا كنت من يبغى مدى عمره الشرا

ولا رمت إلا الصفو والعفو والولا … بجهدى لا أمرا أحاوله إمرا

ولكن محتوم المقادير قد جرى … بما الله فى أمّ الكتاب له أجرى

فى علم مولاى الكريم خلائقى … قديما، وحسبى علمه شاهدا برا

أتذكر يا مولاى حين تقول لى … وإنّى لأرجو أن ستنفعنى الذكرى

(أراك تروم النفع للناس فطرة … لديك، ولا ترجو لذى نسمة ضرّا)

فذلك دأبى منذ كنت ولم أزل … كذاك، ورب البيت يا سيدى أدرى