فلا يطمع اللاحى بموضع سلوة … عن الحب فى أنحاء قلب مقسّم
ولا يدّع الواشى النموم بأننى … عصيت الهوى أو رمت طاعة لوّم
جمالك أغرى بالغرام جوانحى … وأذكى على الأحشاء نبران مضرم
وألقى إلى أيدى التصابى أزمتى … فعاودت بعد الشيب صبوة مغرم
ولذت بأعطاف القريض وطالما … رميت ذراه بالقلا والتجهم
ولكننى أزويه عن غير أهله … وأهديه مدحا للخديوى المعظم
مليك يردّ الطرف من دون شأوه … حسيرا لدى نهج من الحق أقوم
بعيد مجال الشوط فى كل غاية … من الفخر دان للندى وللتكرم
قريب منال الصفح عن كل زلّة … إذا لاذ ذو جرم بأهداب مندم
إذا اغتنم الغضبان للفتك فرصة … رأى هو أن العفو من خير مغنم
وليس كفضل العفو فضل ومفخر … ولا سيما من قادر متحكم
رعى الله فى أمر الرعايا يسوسهم … مسهّد عين الفكر غير مهوّم
فأمن لذى روع، وروع لمعتد … وصون لذى يسر، ويسر لمعدم
مناقب يستعصى على الوصف حصرها … وأنّى لباغى العدّ إحصاء أنجم
تدارك أمر الملك غبّ صعائب … من الخطب شتى بين فذ وتوأم
فأحكمه بالعزم والحزم وانتضى … له نصل مضاء من الرأى مخذم
على حين أمسى الناس فى جنح داجر … من الشر مسدول الرفارف مظلم
فأطلع من آرائه كل كوكب … يكشف أستار الظلام المخيّم
وسدّ فضاء البحر طمّ عبابه … بسود خفاف فى حفافيه جثم
بوارج أمثال البروج تقاذفت … بحمر كأمثال الصواعق رجم
بواخر ترمى الشاهقات بمثلها … سراعا كأسراب الحمام المحوّم
دوارع يلقين المخاوف، آمنا … بها سربها من كل خوف ومرغم
من اللاء لا يتركن حصنا محصنا … ولا أنف برج شامخ غير مرغم
يطارحن أسراب المدافع فى الوغى … بكل رجيح وزنه غير أخرم
وسالت شعاب الأرض بالجند زاحفا … بكل سبوح من كميت وأدهم
يموج به الماذىّ فى كل مأزق … كما زخرت أمواج يمّ ميمم
وغشى ضياء الشمس أسود حالك … من النقع معقودا بأقتم أسحم
تغيّم منه الأفق والصحو سافر … لثاما ووجه الجو غير مغمّ