قتال ومات أكثرهم، فعظّم الملك الفئرة من حينئذ وإلى الآن يرى فى معبد (ولكان) تمثال هذا الملك وبيده فأرة وتحته كتابة معناها: أى شخص كنت أنت ورأيتنى فاحترم المقدسين، قال بعض شارحيه: إن هذه العبارة اختلقها قسيسوا مصر وقاسوها على وقعة صحيحة واردة فى التوراة، ونقلها يوسف الإسرائيلى وهى أن (طراقا) ملك الحبشة حضر وأمد المصريين بجيوشه، فانهزم العراقيون والعرب، وكان الحبشة إذ ذاك يسكنون المغارات، فشبههم المصريون بالفيران، وقالوا: أعانتنا الفأرة رمزا لحالهم فى مساكنهم، فأخفى القسيسون هذا الأصل الصحيح، وأفهموا هيرودوط حقيقة الفيران وجعلوا ذلك كرامة لآلهتهم، وظن بعض شارحى هيرودوط أن موتهم كان/بالطاعون، فلذا نسب العبرانيون ذلك إلى ملك الموت.
وقال أيضا: إن الطينة كانت قديما تسمى (لبنى)، وأن (ولكان) هو المسمى عند المصريين (افتاه)، وكان معبده فى منفيس، وهم يعتبرونه المكوّن للأشياء، وقال (جنبليك): إنما سموه (افتاه) بسبب أنه جعل جميع الأشياء بفن لا يدرك، وحقيقة بديعة، وكان يعتبر أبا لجميع الآلهة، واليونان كانوا يجعلونه رمزا للفن، والنقوش التى على المسلة التى نقلها (قسطنطين) إلى مدينة (رومة) تدل على أن المصريين كانوا يجعلونه عبارة عن الحرارة الأولى، والأرواح أشعة منه تجتمع عليه فيما بعد، ولم تفهم اليونان ذلك وظنوا أنه النار المادية، فقالوا: إن (ولكان) هو مخترع النار، وقال (ديودور): إن بعض القسيسين يقول: إنه أول ملك اخترع النار ولذلك توّجوه، ثم إن كلمة (أرور) المارة الذكر، معناها: قطعة من الأرض طولها مائة ذراع فى مثلها، والذراع المصرى وذراع مدينة (ساموس) سواء، وقدّره بعضهم بأربعمائة واثنين وستين ميليمتر، فعلى هذا يكون ضلع الأرور: ستة وأربعين مترا وعشرين جزءا، وتكون مساحته ألفين ومائة وأربعة وثلاثين مترا وأربعا وأربعين جزءا من مائة، وهو