عشر مليونا من المتر المسطح. وبمقارنة هذه المساحة بمساحة مدينة القاهرة التى هى ٧٩٣٠٠٠٠، يعلم أن مساحة القاهرة أقل من نصف مساحة مدينة طيوة، والآثار الباقية الآن من تلك المدينة، تدل أيضا على أنها كانت شاغلة بمبانيها الفاخرة شاطئ النيل الشرقى والغربى، وممتدة من كل جهة إلى الجبل، وأنه كان يدخل فى مبانى الأهالى اللبن المجفف فى الشمس، والأحجار المأخوذة من الجبال المجاورة لها، وكان من البيوت ما هو مركب من خمس طبقات وما هو أقل من ذلك، كما يؤخذ من كلام ديودور، الذى ساح فى الصعيد فيما بين سبع وخمسين وستين سنة قبل الميلاد، ومن كلامه أن مؤسسى مدينة طيب، صيروها أبهى وأغنى مدينة فى مصر بل وفى الدنيا بأجمعها، ومعابدها ومبانيها من أحسن ما يرى، وبيوت الأهالى من أربع طبقات وخمس، قال: ولم يكن شئ يشابه تماثيلها الجسيمة، المجعولة من الذهب والفضة والعاج، وكذا مسلاتها، وأشهر معابدها أربعة، أحدها محيطه لم يكن أقل من ثلاث عشرة غلوة (يشير بذلك إلى معبد الكرنك) وقبور الملوك لا تنقص عن المعابد فى الزخرفة، ومما يتعجب من اتساعه وعظم زخرفته قبر الملك أوزمندياس، قال: وجميع هذه المبانى كانت باقية إلى وقت قريب منا، انتهى مترجما.
ومعلوم أن سياحة ديودور، كانت بعد حادثة (بطليموس لاطير) بأربع وعشرين سنة، وأما كيفية وضع المنازل/داخل المدينة، فهو وإن لم يؤخذ من كلام الأقدمين، لكن يمكن أن يقال أنها كانت تشبه منازلنا الآن، لأن لهواء القطر وطبيعة أرضه، حكما بالنسبة للمساكن الأهلية، فمن المعلوم أنهم كانوا معدين منازل للصيف وأخرى للشتاء، والعادة أن منازل الصيف أفسح وأكبر من منازل الشتاء، وأثر السرايات الموجودة الآن، يدلنا على أن أماكن الملوك وتابعيهم، كانت مميزة عن غيرها بالجسامة والزخارف والميادين، وكانت