للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو أن هذا العدد لم يكن عدد بلاد مصر وحدها بل مع البلاد الداخلة فى حكومتها من الأقطار الخارجة عنها.

وفى وقت الفرنساوية صار حصر عدد البلاد والقرى فى جميع القطر، فوجد ألفين وخمسمائة، وحصرت أهالى القطر، فوجدت مليونين وثلثمائة ألف نفس، ومسحوا أرضها فوجدوا القابل للزراعة منها ألفا وثمانمائة فرسخ فرنساوى مربع، والفرسخ قريب من مائتين وخمسة وأربعين فدانا مصريا، فمهما بلغت الديار المصرية فى العمارية، لا يمكن أن تشتمل على المقدار السابق الذى ادعاه بعض الشراح، أو نفس أميروس من عدد الحارات والأهالى وخلافهما.

وفى مؤلفات كل من استرابون وتاسيت، على ما فهماه مما هو مرقوم على المبانى، ما يفيد كثرة عدد رجالها الحربية، حيث قال الأول: إن عدد عسكرها مليون من الرجال، والثانى: أنه سبعمائة ألف، ومنشأ ذلك مبالغة الكهنة، والحق غير ما قالاه، فإن ديودور كتب كلاما ربما يلوح منه الحق، فقال:

اطلعت فى زمنى على مائة هادة للخيل موزعة على الشاطئ الغربى للنيل، من منف إلى طيبة، كل واحدة معدة لمائتى عربة حربية، ولعل هذا مراد أميروس الشاعر بقوله: إن المدينة كان لها مائة باب إلى آخر ما سبق، فمما قاله يعلم، أن عربات الحرب لم يكن موضعها مدينة طيبة، بل كانت مفرقة فى جميع جهات القطر، ولا تجتمع فيها إلا فى أوقات مخصوصة.

ثم إن هذه المدينة طالما اشتغل بها أقلام جميع المؤرخين فى جميع الأزمان، ومع هذا لم يذكر أحد منهم وقت ابتداء ظهورها، بل غاية ما قالوا أنها أسست بالآلهة، ومعنى ذلك أنه لا يعلم أول انشائها، وذكر ديودور أن الكهنة كانوا على جهل فى هذا الشأن وقال هيرودوط: إن انشاءها كان قبل الميلاد بنحو اثنى عشر ألف سنة، وذكر أفلاطون تلميذ الكهنة المصريين، وكان