بناؤه إلى أمينوفيس الثالث، وكان أولا مسقوفا جميعه، وإنما يدخله النور من شبابيك توجد آثارها إلى الآن، انتهى».
ثم إن النقاش كان يتنوع فى رسم فرعون مصر، فتارة يرسمه وعربته وخيوله كبرج من أبراج الحصون المرتفعة والأعداء فى حذاء ركبتيه، وصدر الحصان مشرف على جيش العدو بتمامه، وتارة يرسمه على هيئة شخص قابض بإحدى يديه على منحرديس من رؤساء جيش العدو، ويده الأخرى متهيئة لذبحه، وتارة يرسمه على هيئة شخص واضع قدمه على عنق أحد الأعداء لينحره، وتارة يرسمه على صورة بحر خلفه الأمم التى استحوذ عليها، وفى قبضته جملة من أمرائهم يفعل بهم كما يفعل بالطفل، وفى نفس النقش يظهر على الأعداء صورة الإطاعة والامتثال، وتراهم أمام جيوشه المنصورة كأنهم يقطعون بأنفسهم غابات بلادهم لتخليص الطريق لهم، وترى صورة الأمراء من جميع الطوائف أمام ركابه فى غاية من الخضوع الامتثال، وكان كل طائفة تؤدى ما يجب عليها/لسدته من التبجيل والاحترام إلى غير ذلك من الأحوال مع غاية إحكام الصنعة ودقتها.
وهذا مما يدل على أن المصريين بلغوا النهاية القصوى فى إحكام صناعة الرسم وغيره، وقد قرأ (مرييت بيك) ما وجده منقوشا على الحائط البحرى للإيوان، فمن مضمونه: أن الملك سيتى حارب عدة جهات من بلاد آسيا، كالأرمنت والعراقيين وعرب الصحارى المسمين قديما بالشاذو، ورأى فى النقوش أن هذا الملك على عربته داخل فى وسط المعمعة، وأن أعداءه وهم الشاذو، منهزمون وسهامه واقعة فيهم، وكأنهم فى انهزامهم يدخلون قلعة كنعانة، ورأى أنه فى وقعة ثانية، يحارب فى بلاد خارو، وأن الأعداء يقعون قتلى بسهامه، وخارو جهة من جهات مصر، وفى وقعة ثالثة يرى أنه يحارب العراقيين المسمين فى اللغة القديمة الرتنو، وأن الأسرى منهم يقدمون إلى مقدسى طيب، وأن الملك بعد نصراته دخل مصر، وأنه مرّ بجملة قلاع، ولما