أمون مقدس مدينة طيب، وصورة امرأة هى رمز للبلاد القبلية، وبيدها جعبة السهام والقوس ودبوس الحرب، وكلاهما واقف أمام الملك، وبقربه نحو مائة وخمسين إنسانا كأنهم ينظرون من قلعة أو مدينة، ويمشون خلف المقدسين، وفى النقوش معنى ذلك أن الآلهة المقدسين، قد جلبوا ما فى البلاد والمدن التى تغلب عليها الملك وفتحها ويهدونها له، وأن فى الخرطوش التاسع والعشرين كما قال (جامبليون) جودا ملك، واستنبط من الرأس المرسوم فوقها أنها صورة الملك (جودا) الذى غلبه سيزاك، ولكن الذى يظهر من مباحث (بركش)، أن اسم جودا ملك ككثير من الأسماء، إنما هو اسم لجهة من بلاد فلسطين، وعلى هذا فلا نجزم بأن هذه صورة (جيرو بعام)، ثم أن المائة والخمسين صورة المرسومة تشير كل واحدة منها لقبيلة من الأمم التى تغلب عليها هذا الملك، وعلى الحائط المتقاطع عموديا مع هذا الحائط لوحة كبيرة فى نهايتها الشرقية عليها قصيدة شعرية، قالها (بنطوور) الشاعر، يمدح بها رمسيس الثانى بعد محاربته للقوم المعروفين بالخيتاس، وفى نفس الحائط رقوم يقرأ منها شروط الصلح بين خيتاس ورمسيس فى السنة الحادية والعشرين من سلطنته، انتهى.
ويوجد فى الكرنك بعد هذا الإيوان، مبان أخر بعضها متخرب وبعضها آيل للخراب، إلا أنها ليست مثله فى الفخامة، ومما يمتاز من تلك المبانى بحسن الكتابة والنقش، المسلة التى على يسار الخارج من الإيوان المذكور، وتنسب إلى ملكة كانت قامت بأعباء الملك نيابة عن أخيها طوطموزيس، وصورتها مرسومة على هذه المسلة كصورة رجل، وجميع العبارات المكتوبة على المسلة متعلقة بهذه الملكة، واسمها فى الكتابة (بنت الشمس).
وإنما رسمت على صورة رجل، لأن شرف الديانة المؤسسة عليه الحكومة، كان مانعا من أن تكتب صورة امرأة على الآثار برسم أنها ملكة، وقال مرييت: أن هذه المسلة تنسب إلى الملكة (هتزو)، من العائلة الثامنة