للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعشرين وهى من الملوك المشهورة تستحق الذكر فى أكابر الملوك، وأن هذه المسلة أكبر مسلة صار العثور عليها إلى الآن، فإنها كانت ثلاثة وثلاثين مترا وعشرين جزءا من مائة من المتر، بخلاف غيرها، فإن ارتفاع مسلة عين شمس عشرون مترا وسبعة وعشرون جزءا من/مائة من المتر، وارتفاع المسلة المنقولة من الأقصر إلى باريس، اثنان وعشرون مترا وأربعة أخماس متر، ومسلة رومة التى فى ميدان بطرس، خمسة وعشرون مترا، وثلاثة عشر جزءا من مائة من المتر، والمسلة الموجودة فى ميدان مارى حان، اثنان وثلاثون مترا وخمسة عشر جزءا، فلم تساو واحدة منها هذه المسلة، وكان محورها هو محور المعبد نفسه بالضبط والتحرير، وهذا مما يثبت أن المصريين كانوا يستعملون وسايط ميكانيكية، وعلى قاعدة المسلة سطر أفقى يؤخذ منه أولا أن رأس المسلة كان مكسوّا بالذهب الخالص المكتسب من الأعداء، وربما كان المراد بذلك الكرة التى على رأس المسلة فى صورة هرم صغير، ويؤخذ ثانيا من الدقة والصقل الذى فى الكتابة، أنها كانت جميعها مذهبة، وثالثا أن هذه المسلة والمسلة الثانية المكسورة قد تم عملهما فى سبعة أشهر من ابتداء قطعهما من الجبل، إلى آخر العمل، انتهى.

ثم إذا دخلنا الخراب نصل إلى أمكنة بنيت قبل الإيوان بقرون، فهى أقدم المبانى فى جهة الكرنك، وهى معابد فراعنة العائلة الثامنة عشرة، وهناك فرعون من فراعنة العائلة الثانية عشرة اسمه (أوزورتزان الأول)، كان من أرباب السطوة قبل العرب الذين ملكوا مصر، واسمه منقوش على عمد باقية لم تؤثر فيها حوادث الدهر، وآثار هذه المدة قليلة لكنها مفرحة لأنها تدل على أعمال جليلة فى زمن بعد مدة الأهرام بأعصر عديدة، ومع ذلك فالمؤرخون أطلقوا عليها اسم المملكة القديمة، وذلك بالنسبة للمدة التى أنشئت فيها مبانى طيبة، لأن هذه المبانى كانت قبل الميلاد بخمسة عشر قرنا، وهذه العمد المكتوب عليها اسم الفرعون أوزورتزان، ومسلة عين شمس التى هى من جملة