القريبة من الوقعة هى مدينة (عطيش)، وأن الأعداء محيطة به وقد فارقه رجاله فلم يكترث بهم ولم يبال بجمعهم، وهجم بمفرده عليهم فقتل رؤساءهم وشتت جموعهم، وغرّق أغلبهم فى النهر، وانتصر بمفرده نصرة تامة على جميعهم، وهذه الوقعة مرسومة على الباب الأول للرمسيوم، فتارة يرى فى حالة الهجوم وأعداؤه فى حالة الإنزعاج والخوف، وتارة ترى الأعداء تحت العربات وأرجل الخيول والبعض أصابته سهام الملك وقتلته، وفى لوحة أخرى يرى الملك على تخته والأمراء قد حضروا لتهنئته بالنصر، وهو يوبخهم على فرارهم وتركه بين الأعداء بمفرده، وصورة هذه الوقعة هى التى شرحها (بنطاوور) فى شعره.
وكان تمثال رمسيس المذكور، موضوعا أمام الباب وهو قطعة واحدة من الصخر، ارتفاعها سبعة عشر مترا ونصف، ووزنها مليون ومائتان وسبعة عشر ألف وثمانمائة واثنان وسبعون كيلو غرام، وقد سطت عليها أيدى الزمان فكسرتها، وعلى واجهة الباب فى الجهة المتكئ عليها التمثال صورة وقعة أخرى لرمسيس مع الخيتاس، انتهى.
وعلى بعد قريب من السراية توجد أرض متسعة مغطاة بالحشائش، وقطع شتى من الصخور، بعضها قطع أعمدة وبعضها على هيئة ألواح مستطيلة، منها ما شكله مكعب ومنها غير ذلك، وأغلبها مغطى بالطين والرمل، وهى آثار سراية ميمون الشهير عند المؤرخين باسم أمينوفيس الثالث، أحد فراعنة العائلة الثامنة عشر، وكان لهذه العائلة سراية أخرى فى البر الشرقى من النيل قد هدمت، ولم يبق منها الآن غير التمثالين اللذين فى وسط أرض طيبة أمام باب السراية متقابلين بوجوههما، وارتفاع كل منهما تسعة عشر مترا وستون جزءا من مائة من المتر، بما فيهما من القاعدة وهى أربعة أمتار، وكل منهما حجر واحد، وهما تمثالا الفرعون أمينوفيس المذكور، أحدهما فى الجهة القبلية، وثانيهما بالجهة البحرية، وعنده تمثالان ملاصقان لقاعدته، هما تمثالا أمه وزوجته كما قال (مرييت بك)، وهو الذى له الشهرة العظيمة بسبب الصوت