للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذى كان يسمع منه كل يوم عند طلوع الشمس، وكان يعرف عند مؤرخى اليونان بتمثال ميمون، ووجد على ساقه الأيمن، اثنتان وسبعون عبارة باللغة اللاتينية والرومية، بعضها شعر وبعضها نثر، ولا يتمكن من قراءتها إلا بالصعود على درجة هناك سمكها متر واحد، وهذه الكتابة بعضها/كتبه الزائرون لهذا المكان من الأهالى، شهادة منهم بسماع الصوت من ذلك التمثال، ومنها ما كتبه بعض السلاطين والأمراء الذين شاهدوا هذا المحل، وكل من كتب عليه شيئا ذكر اسمه، فمن ذلك اسم القيصر (أدريان)، واسم زوجته (سابين)، ومنها ما لا فائدة فيه يعتد بها، وفى بعض العبارات المكتوبة: أنه اتفق انقطاع الصوت فى وقته الذى يحصل فيه، فاقتضى الحال رجوع بعض الناس عدة مرات لسماعه، وكان حصوله دائما فى فصل الخريف والشتاء والربيع، فلذا كان غالب الكتابة من السياحين الأجانب، لأنها أوقات سياحتهم إلى الآن، وبعض الناس تكلم على سبب هذا الصوت بعد ثبوته بشهادة اثنين وسبعين رجلا ما بين قياصرة وأمراء ثقات، فقال: إن أول حدوثه كان زمن (نيرون) قيصر الروم، وسبب ذلك أن التمثال كان قد انكسر من زلزلة حصلت، فصار يخرج منه الصوت عند طلوع الشمس، بعد أن كان لا يسمع منه شئ أصلا، ويدل لذلك أنه فى مدة القيصر (سبتيم سوير)، أمر بجبر كسره لشدة ميله للديانة، فأصلح فانقطع الصوت منه بالكلية من ذلك الحين وصار لا يزار ولا يكتب فوقه شئ لا شعر ولا نثر، فلم يزده الإصلاح إلا عدم احترام الناس له.

وقال مرييت: إن الزلزلة التى حصل منها هذا الصوت، كانت قبل الميلاد بسبع وعشرين سنة، وبينها وبين إصلاحه الذى انقطع به صوته قرنان من الزمان، انتهى.