للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن أود منحوتة فى الصخر شبه الزاوية التى يجتمع فيها الأحياء فى المواسم، وفى الأودة سرداب يتوصل منه إلى الميت، والنقوش التى بها تدل على الأحوال المنزلية، ففى قبر أمير يعرف (بهؤى)، من أمراء العائلة الثامنة عشرة نقوش قد تلف بعضها وهى مما يعتنى به، فمن مضمونها أن (هؤى) كان قد تقلد حكمدارية النوبة والسودان، فلما ذهب إليها قابله أقوام كثيرة بالتعظيم والإجلال، بعضهم سود الألوان مع انفتاح، وبعضهم كذلك لكن بتقاطيع أهل المغرب، وبعضهم بيض الألوان شبه المصريين، ومعهم نساء بيض الألوان، وكأنهم يهدون إليه زرافات وأبقار قرونها تنتهى بأشكال أيدى الآدميين، وأقراطا من الذهب، وسبائك من النحاس، وجلود حيوانات وحشية ومراوح بنصابات طويلة وريش نعام، ويرى فى لوحة أخرى، أن (هؤى) رجع من بلاد الرتنو (العراقيين) وأن الملك جالس على تخته وهو أمامهم، يقدم له رسل هؤلاء الأمم، وعليهم ملابس شبه القفاطين الملونة، وعبيدهم ما بين أحمر وأبيض لا يسترون إلا أوساطهم، ولحاهم جميعا مذبذبة كالقدوم، وهم يقدّمون إلى الملك خيولا وسباعا وسبائك من المعادن، وأوانى من الذهب والفضة دقيقة الصنعة، قال: ثم ينعطف الإنسان إلى مقابر الدير البحرى، وفى طريقه يدله الخبراء على قبر (بيتا منيوفيس)، ويلزم لداخله أن يكون معتادا على شم خرء الوطواط لكثرة ذلك فيه جدا، وفى النهاية الغربية للعصاصيف يوجد أقدم مقابر العائلة السادسة والعشرين، وأحدث مقابر خلفاء الإسكندر، والمعبد الذى فى الدير البحرى، إنما بنى لبقاء ذكر الملكة (هتزو)، وعلى جدرانه نقوش تدل على أن هذه الملكة سميت بأسماء مختلفة بحسب كونها فى الملك مع أخويها طوطموزيس الثانى والثالث، أو كونها بطريق التوكيل عن طوطموزيس الثالث/، أو كونها ملكة مستقلة، وإلى الآن لم تفسر تلك الأسماء، وهذا المعبد ليس على شكل المعابد المصرية، فيرى فيه طريق مهدمة كلها كانت مزينة بصور