أبى الهول، ومسلتان لم يبق إلا كرسى كل منهما، وهما عبارة عن حيشان بعضها فوق بعض، ويتوصل من أحدها إلى الآخر بمزلقانات، ويظهر أنه قد اتخذ مقابر من ابتداء العائلة الثانية والعشرين، وفى إحدى أوده وجدت الموميات مرصوصة بعضها فوق بعض إلى السقف، فطبقاتها السفلية من زمن العائلة السادسة والعشرين وما فوقها من زمن اليونان، والنقوش التى عثر عليها تتعلق بحروب حصلت فى تلك المدة ببلاد العرب، وأن العسكر بعد انتصارهم جلبوا معهم هدايا وأسرى وأموالا كثيرة، وبعد ذلك يصل إلى بيبان الملوك، وفى فرع منها قبور العائلة التاسعة عشر من الفراعنة والعائلة العشرين، وفى فرع آخر قبور العائلة الثامنة والعشرين، والسياحون يتفرجون عادة على الأولى، وبينها وبين العصاصيف ستة آلاف متر، فى طريق وعرة خالية من النبات، وجميع القبور منحوتة من الصخر وتتركب من دهاليز عميقة مع ميل وانحدار، وقبر الملك مقفل بحائط، والأرض حوله مستوية بحيث لا يعرف أين هو ولا أين بابه بخلاف ما تكلمنا عليه من القبور السابقة، وهناك محلات جسيمة معدة لجمعيات الأحياء، والذى عثر عليه من القبور لغاية سنة ألف وثمانمائة وخمس وثلاثين ميلادية، أحد وعشرون قبرا وباستمرار الحفر بلغت إلى الآن خمسة وعشرين، بعضها لأمراء من بيوت الملوك وغيرهم، ويؤخذ من كلام استرابون أن مقابر الملوك منحوتة فى الصخر شبه مغارات وأن عددها أربعون قبرا، فعلى كلامه ربما يوجد باقيها باستمرار الحفر، لكن إذا فرضنا أن استرابون لم يدخل فى هذ العدد مقابر وادى الملكة، فينبغى ملاحظة أن الملوك الأول من العائلة الثامنة عشرة لم يدفنوا فى بيبان الملوك، وأن المدفونين هناك أولهم أمينوفيس الثالث، ومنه إلى الآخر من العائلة العشرين صاروا معلومين لم يفتنا منهم إلا الملك (هودوس)، وزمن هذا الملك غير محقق، والغالب على الظن بفرض أنه هو الآخر من العائلة الثامنة عشرة أن قبره