وكان الخان ضيقا فعرض صاحبنا زين الدين خولى السواقى السلطانية أمره على كافل المملكة المصرية على باشا سنة تسع وخمسين وتسعمائة، فأمره بتوسعته من مال السلطان، وأمر بصرف ما يحتاج إليه من الخزانة، فتوجه إليه بالمعمارية والمؤن الوافرة، واجتهد فى توسعته فزاد فيه زيادة عظيمة وجاء فى غاية من الحسن (قلت: وقد تقدمت ترجمة زين الدين هذا فى الكلام على بركة الحاج) قال: وبنخل ثلاث برك، وكانت أربعة من إنشاء سلار، فتعطلت واحدة وبها بئران أحدهما بساقية والأخرى بسلم، وينصب بها سوق كبير يؤتى له من قطيا وغيرها، ومنها يرجع الخولى زين الدين بعد سقيه الحاج إلى القاهرة، ويرجع بصحبته العاجز والمنقطع والمريض من أهل الركب، وله عادة على أمير الحاج لملء المنهلين ثلاث من القفاطين الخاصة، واستجد له فى سنة ستين بالرجعة قفطان رابع، وله ولجماعة السواقين والخفرة بالمنهلين من الجوخ المخيط ثمانية وعشرون جوخة، ومن الملاليط عشرة، ومن السكر المكرر خمسة عشر رأسا، ومن الحلوى المجامع كذلك.
ولما حج الأمير عيسى بن إسماعيل أمير عرب بنى عونة بالبحيرة فى سنة ثلاث وستين أنعم عليه بخمسة قفاطين من المذهبات الغاليات الأسعار، ومن الجوخ الكرزى والشيشينى العال أربعين جوخة، ومن السكر قنطارين خارجا عن الملاليط والحلوى المعتادة، ولم يكن لوالده ولا عمه عادة من ذلك سوى قنطارين من المنقش الدون، ومن الجوخ المفصل بديوان القلعة عشرة، ومن الملاليط والسكر والحلوى والعجلونى الأصفر من كل صنف كذلك، وإنما زيدت له هذه الزيادات وفخمت لوجاهته وقربه من الدولة بالنسبة إلى أسلافه، ومن هذا الحد أيضا يرجع أمير العائذ بخيله إلى