القاهرة زاعما أن هذا آخر دركه، وبنو عطية لا يقرونه على هذا القول، وله قفطان مذهب عند رجوعه من هذا المحل إن كان الحج سليما من الضوائع، وله فى نظير الخفارة أقطاع سلطانية يستغلها كالأدلاء، وبالقرب من نخل بقدر بريد حفائر تسمى عند العرب: الرواد - بتشديد الراء وضمها مع فتح الواو وتخفيفها - وبالقرب منها أيضا: تزويدة صدر، وهى مشهورة، ومنهل نخل يميل ماؤه إلى العذوبة إلا أنه ثقيل فى المعدة، وربما أورث الاستكثار منه أمراضا باطنية كالاستسقاء.
وفى نخل فى الغالب ينتظم حال الركب، ويعتدل القطّار ويستقيم أمر ذلك. وكانت الإقامة بها فى سنة خمس وخمسين وتسعمائة إلى قبيل الظهر بخمس وستين درجة، وسار إلى وادى الفيحاء فكان مسيره سبعين درجة، وبالقرب منه وادى القريص؛ وهو أرض متسعة ذات حصى كثير، وأقام هناك من الغروب إلى بعد العشاء بأربعين درجة، وسار فعدى حدرة وادى القريص، بقرب أبيار العلالى، فكان مسيره مائة وخمسين درجة، وهو محل أفيح قبله حدرة كبيرة وبئران، إحداهما: البيدرة، والثانية: /للعلالى، وفسقية وحوش وقبتان، وفى بعض الأحيان يوجد بالفسقية ماء متغير من بقايا الأمطار، وكانت إقامته بدار المغدى خمسا وعشرين درجة وسار قبيل الظهر حتى أناخ قريبا من عراقيب البغلة بمحل يقال له: المنيدرة - بميم مضمومة فنون مفتوحة فتحتية ساكنة فدال وراء مفتوحتان - وكان مسيره خمسا وتسعين درجة، والعراقيب: جمع عرقوب، وفى «الصحاح»: العرقوب من الوادى موضع فيه انحناءات كثيرة. وقال «الفراء»: ما أكثر عراقيب هذا الجبل، وهى الطرق الضيقة فى متنه، وفى «القاموس»: العرقوب ما انحنى من الوادى، وطريق فى الجبل، والعراقيب: خياشيم الجبال أو الطرق الضيقة فى متونها. انتهى. فبات