يرجمونه إلى الآن، فعشى بالقرب من المظلة بدار الرجعة أذان المغرب، وكان بينه وبين دار المعشة المعتادة خمس عشرة درجة، ومدة سيره لدخول الصنجق تسعون درجة، وبالقرب من المظلة بقدر ثلث بريد حفيرة تسمى القصير - بضم القاف المثناة بعدها صاد مفتوحة وياء مثناة تحتية ساكنة وراء مهملة - وأما المخارس إلى حسما فعند عش الغراب مخرس، وعند قبر الشفاف بوادى عفان مخرس أيضا، وعرب الحويطات من بنى عطية تتبع هذا الدرك فى الغالب للأذى والفساد، خصوصا من قلة خفارته بذهاب فرسان الرشيدات بالموت - كما قدمنا - وما بقى منهم ففى قلة مع سعة الدرك وطول مدته، وتقصد الحويطات لهم فى ذلك، والعادة فى الإقامة بعدها إلى بعد العشاء بخمسين درجة.
ففى سنة خمس وخمسين أقام إلى بعد العشاء بأربعين درجة، وسار إلى مغارة شعيب، فكان مسيره إلى قبل طلوع الشمس بأربع عشرة درجة؛ مائة وثلاثين درجة لدخول الصنجق، ووقف الدليل عند دخول الحاج مضيق الدار نحو عشر درج، وإلا فعادتها الأصلية مائة وعشرون درجة، وبها شجر المقل كثير، ومن الأحطاب ما لا يقدر قدره لكثرة ما بها من شجر أم غيلان وشوك السعدان، واستجد بها نخل لبنى عطية، فإن المتقدمين فى السن ذكروا ذلك، وأنه لم يكن بذلك المحل - فيما تقدم - نخل مطلقا، وأراد مصطفى باشا فى أول ولايته السابقة أن يحرق هذا النخل لشدة غيظه وحنقه منهم، فأطلق النار فيه ليغيظهم بذلك، فأشار عليه بعض الحاضرين بمجلسه أن يكف عنه ففعل.
والمغارة بالجبل يتحصل بها الماء من الأمطار، وكان موردها فى القديم للوفد بئرا بساقية وفسقية وطبقة بقبة، ورأيت المغار سفليا