للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متسعا، وبه منفذ صغير ثان من جانب الساقية، والساقية مبنية بالطوب الأحمر، وبئرها واسعة المقدار، ولها خطير مبنى بالآجر، وبالساقية بيت لخزن التبن ومحل للسواق، وتجاه ذلك بناء بالآجر شبه مسجد، ويظهر لى أنه كان مسقفا، فإنى رأيت بصدره سلما لطيفا معقودا، يصعد منه إلى سطحه. وللساقية مجراة بالأرض طويلة من الحجر النحيت الأبيض، تصب فى فسقية كبرى، فى مقدار فسقية بركة بأرض الرمادة يشبه أنه كان منهلا جليلا، ورأيت فى البناء عدة من التواريخ المنقوشة فى ألواح من الحجر، قرأت فى بعضها اسم السلطان قايتباى، ويظهر لى أنه جدد ما بها وتاريخا داخلا من الأول يظهر لى أنه نقش فى نيف وثمانمائة، فإنى جهدت للبيان عن المكتوب فيه فغلبتنى رثاثته لقدمه، ولم أفسر منه سوى إنشاء مولانا الشريف السلطان ولعله برسباى، ورأيت هناك آثار سور مبنى بقطع من الحجر الأبيض الصغير مستطيلا على طرف الجبل، ومن داخل السور هيئة خندق محفور لطيف، والبناء ماش على طرف الجبل إلى مسافة كبيرة، ولعله كانت هناك قرية لطيفة، وبها سلطان والله أعلم بذلك.

ورأيت هناك حفرا كثيرة بالإبزيم، علمنا أنها السبب لذلك، وسواقها طائفة من بنى عطية، ويدعون بالسواركة، ولهم عشرون دينارا من ديوان السلطنة، فلما منح الله هذا المحل كثرة الماء الطيب، وفتح الله تعالى على وفده بحسن الارتواء منه استغنوا عن ذلك المورد بماء الحفائر الحلوة المعادلة لماء النيل فى الحلاوة والخفة وعدم التغير بطول المكث فى القرب، واستمرت الدنانير تصرف لجماعة السواركة كما قدمنا ذكر ذلك.

ومن غريب ما وقع فى هذا المورد فى عام سبع وستين وتسعمائة، أن الركب ورد الماء ضحوة، فبمجرد أن شربت الجمال من