للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحفائر توعكت وضعفت، منها ما سقط ميتا على الحفيرة، ومنها ما وقع فيه الفناء الوحىّ بعد ساعة وأكثر، واستمر الحال على ذلك بهذا المورد حتى أوجب أن الركب أقام بهذه المنزلة فى الطلعة يومين وليلة لعجزه عن الرحيل، ولم يشاهد مثل ذلك قبله، ثم أثر الماء فى بعض الحجاج فحصل الموت الوحىّ لهم، وكان الوقت صائفا فأعان وجود الحر والهواء الحار على ذلك فى الجمال وبعض الرجال، ودفع الله ذلك عن وفده بعد أيام قلائل.

وأرض مدين بشاطئ البحر على يوم من المغارة (وسيأتى الكلام عليها فى حرف الميم) ثم قال: وبالقرب من المغارة بمقدار نصف بريد حفيرة تسمى: الكوز - بكاف مضمومة وواو بعدها زاى معجمة - وكانت الإقامة بها إلى قبل الظهر بعشر درج إلى انتهاء الرى، ولم يبق على المياه أحد يستقى إلا بعض الربائع، فسار منها قليلا ومر على كبيدة - اسم لأرض حصاؤها من الحمرة إلى السواد تشبيها بلون الكبد - وهى آخر درك الرشيدات من بنى عطية، واستقبل درك بنى عقبة فمر على طى الناشر؛ وهى أرض فيحاء بيضاء صاحب دركها الآن أيتلى بن عقاب بن سليمان/الأعرج من المناصير وإخوته وأولاده، وسار عنها إلى أن عشى بالقرب من الدار المعتادة المعروفة بأم رجيم - بضم الراء المهملة وفتح الجيم المعجمة بعدها ياء تحتية وميم - المشهورة عند عامة الحجاج بقبر الطواشى، فصار للدار لدفنه بها كالعلم عليها، وكان مسيره قبل المغرب بخمس عشرة درجة سبعين درجة، والعادة خمس وثمانون درجة للدار الأصلية التى قصر عنها بخمس عشرة درجة.

ودرك هذا المحل لطائفة من بنى عقبة تدعى الخرشة، والخرشة:

بدنات عديدة متفرقة، وهؤلاء يعرفون من بينهم بالنجادات أولاد نجاد