العشرة؛ وهم جماعات متعددة يقوم بالدرك فى كل سنة شخص منهم بالنوبة يخدم أهل الركب فى دركه، ويقبض المعلوم المرتب له بديوان الذخيرة ويتوجه، والسنة التى بعدها تكون لغيره من أقاربه وطائفته، وبالقرب منها بمقدار ثلثى بريد عين ماء تجرى تسمى هرم - بضم الهاء وسكون الراء وميم بعدها - ومن أم رجيم إلى حسما مقدار نصف يوم، وكانت الإقامة بها إلى بعد العشاء بثلاثين درجة، ثم سار إلى عيون القصب ثلث طريق مكة إلى بعد الشمس بعشر درج، فكان مدة سيره مائة وستين درجة لتأخره عن دار قبر الطواشى بخمس عشرة درجة، وعادته للعيون مائة وأربعون درجة من الدار الأصلية التى تأخر عنها، ودركها متعدد لأقوام متفرقة.
واعلم أن أول درك بنى عقبة من كبيدة - المتقدم ذكرها - فيمر على: طى الناشر، وهو درك أيتلى الأعرج المنصورى الحسيسى - بضم الحاء - ونهايته أول أم رجيم، ومن أم رجيم إلى المحل المعروف بمثالة - بميم مكسورة أول الحروف وثاء مثلثة مفتوحة بعدها لام مفتوحة وهاء للسكت - لأيتلى بن فاضل من أولاد نجاد العشرة ورفقته من نجادات الخرشة، ومن مثالة إلى حدرة عيون القصب درك فينان بن صدر الدين حسن بن سلمة من بنى عقبة، ويسمى دركه بالقرقف - بقافين بينهما راء مهلملة ساكنة - وهو مضيق عيون القصب، وكان الركب أولا يسير منه إلى العيون، ثم فى بعض الأيام الجركسية تمرد صاحب الدرك لاختلاف بينه وبين أمير الحاج، فحمل إلى هذا المضيق الشوك والحطب، وأججه نارا ليمنع الركب من سلوكه إلى أن يرضوا خاطره بترتيب صرة له، وعادة فكان لهم من ورائه طريق إلى العيون، لا مضيق به ولا شدة على جانب البحر، وهو الطريق الآن، فسار الركب منه إلى العيون وتداولته الأمراء