وعرب بلى أصحاب الدرك طوائف كثيرة، وبالقرب من حدرة رامة قبل الأزلم حفيرة ماء حلو، فوق المحل المعروف عند العرب بدبة رزيقة - براء مضمومة وزاى مفتوحة وياء بعدها ساكنة وقاف مفتوحة - وتسمى هذه الحفيرة نويبعة، من النبع تصغير نابعة، والماضى منه نبع. والأزلم من المناهل الكبار المعدة لاستعداد المحتاج من الحاج، وينصب به سوق كبير تجمع فيه الباعة ما حملته من الزاد والعليق وغيره لتبيع على الحجيج، خصوصا بالرجعة عند حضور جماعة الملاقاة بما معهم من البضائع والمأكولات، إلا أن الإقامة به بمقدار زائد عن الحاجة لا طائل تحتها لتضرر أهل الركب بشدة ملوحة مائه خصوصا فى زمن شدة الحر وعدم الأمطار.
واتفق فى سنة خمس وخمسين وتسعمائة ساعة نزول الركب بواديه أن نزل المطر وسال، حتى شاهدته بحرا يجرى تجاه باب الخان، فملأ منه أهل الركب قربهم، ورويت منه بهائمهم وجمالهم، فكانت الإقامة فى تلك السنة بالوفد يومين على ذلك الماء الصافى والمنهل العذب المصافى، وسار بعد العشاء بثلاثين درجة إلى رأس وادى تلبة بالقرب من سماوة ودخاخين بعد طلوع الشمس بعشر درج، فكانت مدة سيره مائة وستين درجة.
والثالث يسمى: المغيرا - بضم الميم وفتح الغين المعجمة بعدها ياء ساكنة وراء مفتوحة - وبالقرب من دار المغدى بعد الرحيل من الأزلم فى الذهاب قريبا من تلبة من جهة المشرق عين ماء حلوة