للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما أصحاب درك إسطبل عنتر، فهم: شاهين بن أحمد بن غدير، وصبيح وحسين أولاد سلامة بن غدير، ومن معهم، من الإسطبل والفيحاء ووادى الأراك إلى كبره - أول حد الوجه - ومن المخارس إلى أرض حسما بالقرب من الإسطبل - من ورائه - موضع يقال له الصفحة - بصاد مشددة مفتوحة بعدها فاء ساكنة وحاء مهملة مفتوحة - والعادة أن يقيم الركب خمسين درجة بعد العشاء ويرحل.

ففى سنة خمس وخمسين أقام أربعين درجة، وسار إلى أن غدى بالقرب من الوجه والرحبة، ولم ينزل الوجه لعدم وجود الماء به، فكان مسيره إلى قبل الشمس بنحو خمس درج مائة وأربعين درجة، وأقام بدار المغدّى أربعين درجة إلى قبل الظهر بثمان وثلاثين درجة، وسار فمر على الوجه والرحبة وقطع النهدين، وعشى بأول مفرش النعام، فكان سيره إلى قبيل المغرب بعشر درج لدخول الصنجق مائة وخمس درج.

ولنتكلم على ذلك باختصار فنقول:

أما المسير إلى الوجه والرحبة فإنه يسير فى فضاء ومضيق وعر وجبال إليه، والوجه تحت الوادى وبه آبار حلوة أصلحها آل ملك المتقدم ذكره، ثم أمر بإصلاحها فى الدولة العثمانية الوزير الكبير المعظم إبراهيم باشا فى سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة على يد المرحوم جانم الحمزاوى، فجهزت المعمارية إلى ذلك الوادى فى وسط السنة الثانية، وأقامت لذلك الإصلاح شهورا على يد الشهاب أحمد الأزبكى الأمين على العمارة، ورتب الوزير لأصحاب الدرك على تنظيف هذه الآبار وحراستها وتسهيل طرقها من مال وقفه مرتبا قدره فى كل سنة أربعمائة دينار مستمرة الصرف، تحمل من الخزائن السلطانية على يد أمير الحاج فى كل سنة لا تنقطع ولا تمتنع.