للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما الرحبة ففيها البئر المالح، وأصحاب الدرك من مشايخ بلى الأحامدة وأكابرهم، وهم: الشيخ حلاس بن نصار بن جماز وأولاده، وعمر بن أجود بن نصير ومن معهم، ولهذا الوادى زمن السيول والأمطار محاسن ومعاهد وأوقات وآثار تشنف بذكرها المسامع عند وروده وطيب أوقات تلهج بها ألسنة وفوده، فهى فى ذلك المنهل كالغرر والفرائد، ولا تزال الألسنة رطبة بتذكر تلك المعاهد، لأن ماءه أطيب مياه الدرب وأعذبها وأخفها وأحلاها، وللشعراء فى هذا المنهل أقوال، فلنذكر منها ما تيسر.

فللعلامة قطب الدين النهروانى المكى مفتى الحنفية بها:

أقول ووادى الوجه سال من الحيا … وقد طاب فيه للحجيج مقام

على ذلك الوجه المليح تحية … مباركة من ربنا وسلام

وللأديب نور الدين بن الجزار الشافعى:

ولما رأيت الوجه سال من الحيا … وقد طاب فيه للحجيج مقام

وعاينت ركب الحج حل بسفحه … وقد ضربت فى جانبيه خيام

ومد إلى الغيث الهطول أكفه … فجاد عليه بالعطاء غمام

فقلت على الوجه المليح تحية … من الله ما سح الربا وسلام

والعرجاء: محل بين الوجه والنهدين، وأدخل فى طريق الحجاج، ذكروا أنه كان به مياه قديمة من حفائر تحت النهدين، وله درك مبلغه فى القديم مائة دينار، ما هو على الركب الأول أربعون دينارا، وباقى ذلك على المحمل، وقد اختلف سليمان بن سلطان من جعافرة الشنابلة مع جماعته من العرب، وترافعوا إلى الأمير أنسباى حاجب الحجاب أمير الحاج إذ ذاك فى/الدولة الجركسية، فجعلها مرتبا لا دركا، فاستمرت على ذلك، ثم فى الأيام المظفرية قرر له ملك الأمراء