للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العبيد الذين يحفرون يقول أطلعونى فقد قتلت، فأصعدوه إلى فم البئر، وإذا به ميت مكسور العنق، فيقال إن الجن عمار البئر قتلته، فأمر الشريف بإبطال الحفر وتركها على حالها، وغدّى بعد الشمس بخمس عشرة درجة بالقرب من وادى خربان، فكان سيره مائة وسبعين درجة، وهو فضاء بطريقه محاطب وشجر وعقبة سوداء المحجر وعرة تدعى: الحريرة - تصغير حرة بفتح الحاء - ومنها تحضر جماعة لملاقاة صاحب الينبع بخيولهم ورجالهم صحبة من يعتد عليه، والغالب فى زماننا أن يكون النائب عليهم الشريف معزى وولد أخيه لأجل حراسة الوفد، وعادته قفطان أوسط، إما من البنك المذهب أو من السرنك العال، ولجماعته من الجوخ المخيط أربعة، ومثلها من الملاليط، ولهم العليق لخيولهم، والمأكولات من السنيح لرجالهم، والسكر والحلوى لكبيرهم، ومكارم الأخلاق على ما جرت به العوائد، والإقامة بدار المغدى بوادى خربان خمسة وعشرون درجة، وسار قبل الظهر بخمسين درجة إلى الحوراء، فكان مدة سيره لدخوله إليها مع الصنجق مائة درجة، والوصول قبل المغرب بثلاثين درجة.

والحوراء - بالهمزة الممدودة - مكان وقرب المدينة، وهو مرفأ سفن مصر، وهى قرية من قرى الحجاز تباع فيها العجوة، وبها قوارب لطاف لصيد السمك، وهى بساحل البحر، وماؤها حفائر جفار غير سائغ، والعامة يقولون: إذا وصلت الحوراء عب لنجوك حورة، لأنه يسهل الباطن لشدة ملوحته، ويعذب يسيرا فى بعض الأحيان إذا سأل الوادى، والمراكب المتوجهة إلى الحجاز تستقى منها، وبها شجر الآراك أيضا.

وفى كتاب «عجائب البلدان» الحوراء: قرية صغيرة وبها معدن البرام، ويحمل منها إلى سائر أقطار الأرض، وشربهم من آبار عذبة، وهى على ساحل بحر القلزم، وبدار الركب فى الذهاب علوة، بها قبور