للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصفة صحين المرمر؛ أرض مستديرة كالكرة، ذات رمل أبيض غزير، كثيرة الأفاعى، وفى الغالب يكون لونها بلون رمل أرضها، وخصوصا فى الكوادى حول النبت الذى به، وبها ثقوب لسكناها، وكانت الإقامة به إلى العشاء بثلاثين درجة، وسار إلى وادى نبط، وبعضهم يسميه المغيرة، فكان مسيره إلى قبل الفجر بخمس وعشرين درجة مائة وثلاث درج، وهو منهل من المناهل المشهورة، والمياه المذكورة به ثلاث آبار من الماء الحلو الطيب، تعطلت إحداها فعمرها وجددها صاحب المقام المفخم والباشا المعظم، مدبر أحوال العالم مصطفى باشا أمير الحاج، فى سنة ست وخمسين وتسعمائة، وحفرها ونظفها وحمل إليها الحجارة والنورة من الينبع، وجهز إليها الفعلة والمعمارية وصرف عليها مبلغا له صورة، إلي أن عادت أحسن من غيرها، وأغزر من بقية الآبار التى بنبط، ونقش تاريخ عمارتها فى لوح من الحجر موضوع بسفح الجبل بالقرب من منها، أثابه الله تعالى.

ثم فى عام سبع وستين وتسعمائة، كتب على باشا والى مصر إلى الشريف دراج بن هجار، لعمارة آبار وادى نبط وتنظيفها، فإنه بعد تنظيف مصطفى باشا علا السيل والرمل على الآبار، فقل ماؤها،.

وعادت المشقة من قلة الرى العام للحجيج، فقام دراج فى ذلك بقلبه وهمته، وتوجه بنفسه إليها، وصحب معه من المعمارية والنورة والآلات من الينبع ما فيه كفاية، وصرف على تنظيف الآبار مبلغا له قدر عظيم، ووجد بئرا رابعة مندرسة الآثار فحفرها، ورم عمارتها المتهدمة من داخلها، فعادت حسنة غزيرة الماء، وصار فى هذا المورد أربعة آبار، فعم النفع به، وبنى فى مقابلة الآبار من جانب الجبل صفة عالية يجلس عليها من يريد الجلوس، وذكر لى كاتبه جماز بن مقبول الينبوعى لما ورد إلى مصر بأوراق مصرف العمارة أن جملة ما صرف