مررت بوادى النار والليل مقبل … وقد مال جفن الليل والغمض للصلح
فلما اختفى طرطور راعيه فى الدجى … توليت رعى النجم عنه إلى الصبح
وله أيضا:
أسير بوادى النار والقلب فى الحشى … يكاد لريح هب فيه يذوب
ولولا نسيم هب من نحو طيبة … لما كان عيشى فى هواه يطيب
وأقام إلى بعد العشاء بثلاثين درجة، وسار إلى أن قطع وادى النار بين جبال ورمل، والمرور به فى النهار وخصوصا فى زمن القيظ شاق جدا، ومر على الخضيراء من أعمال الينبع، وقطع ثلاث وعرات، وغدّى بجانب الجبل الأحمر فى مكان أفيح قبل الشمس بخمس درج لدخول الصنجق، فكان مدة مسيره مائة وخمسين درجة، وأقام بدار المغدى خمسا وثلاثين درجة، وسار قبل الظهر بأربعين درجة إلى أن قطع بقية الوعرات كملا، وعددها سبعة كبار، ويليها سبعة أخر دونها، وتسمى هذه المرحلة بالسبع وعرات، وبالمحاطب أيضا لكثرة الشجر بها، وقيل لأن أهل الينبع يجمعون منها حطبهم، ومن هذه الوعرات ثلاث كبار، ومضايق وحجارة كبار، وحدرات والمنزلة المعتادة بعد المحاطب.
وفى تلك السنة مر على المنزلة المعتادة التى هى دارين البقر، وعشّى بوادى تما - بتاء مثناة فوقية مفتوحة بعدها ميم وألف - بالقرب من جبل الزينة مكان أفيح، ويسمى: وادى الفجرة أيضا بجوار جبل كبير، قبل المغرب بعشرين درجة لدخول الصنجق، فكانت مدة سيره خمسا وتسعين درجة، وجرب العادة بحضور أمير الينبع للسلام على أمير الحاج بهذه الدار فى نفر قليل ويعود، وفى هذه